تابعت بشغف ندوة اذاعية عن المنطقة التاريخية في جدة ادارت هذه الندوة الإذاعية الإعلامية دلال ضياء والدكتورة أميرة قشقري وكان طرفا هذه الندوة سعادة الدكتور الأستاذ عدنان عدس مدير ادارة تطوير المنطقة التاريخية بجدة وسعادة الأستاذ سامي خميس رئيس تحرير مجلة جدة وأحد أشهر عشاق العروس وكان حديثهما ذا شجون تحدث فيه الدكتور عدنان عن المشاريع التطويرية بالمنطقة التاريخية وعن التعاقد مع شركات عالمية لتطويرها واضفاء لمسات جمالية على مبانيها وشوارعها وأزقتها دون المساس بشكلها العام وخصائصها واطارها التقليدي الذي وجدت عليه منذ مئات السنين كما تحدث عن انشاء شركتين مساهمتين رصدت لها أكثر من خمسمائة مليون ريال للبدء في عملية التطوير وذلك للحفاظ على ماتبقى من آثار جدة التاريخية كما تحدث عن انضمام جدة لمنظمة اليونسكو العالمية كأحد أعرق المدن وأغناها تاريخيا وتراثيا . كما نوه الأستاذ سامي خميس بما تلقاه مدينة جدة من عناية خاصة جدًا من قبل القيادة الرشيدة ودلل على ذلك بإقرار مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين بتحويل مدينة جدة الأثرية إلى فنادق ومطاعم ومرافق استثمارية وسياحية يرتادها سياح من جميع انحاء العالم كما أثنى الدكتور عدنان على المبادرة الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بالتبرع بمبلغ عشرة ملايين ريال لترميم مسجد الشافعي ذلك الجامع الذي أسسه الخليفة العادل الفاروق رضي الله عنه قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا ومسجد المعمار أحد أقدم مساجد جدة القديمة والتي يوليها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة عناية كبيرة منذ أن تولى سموه الكريم إمارة المنطقة ولقد طالبت شخصيا في مقالة سابقة قبل عام من الزمن بتحويل المنطقة التارخية إلى منطقة سياحية استثمارية بإقامة المطاعم التراثية والمراكز الثقافية بها وهاهي أحلام ابناء جدة العريقة وقد حولها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى واقع ملموس مما أثلج صدور كل سكان العروس وعشاقها. وذكر الدكتور عدنان بأن هاجسه هو إعادة الأهالي للسكنى بأحيائها العتيقة لأن من اشتراطات منظمة اليونسكو لانضمام هذه المدينة إلى عضوية المنظمة أن يمثل المواطنون نصف عدد سكانها مما يعني أن نضع عدة وسائل واغراءات لعودة السكان إلى هذه المنطقة ومن أبسطها البنية التحتية والمرافق والحدائق والمدارس والمقرات الحكومية وهي عملية ليست صعبة على أصحاب الهمم العالية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وإنني أضع عدة مقترحات أمام سعادة مدير ادارة المنطقة التاريخية لدراستها واخراجها إلى حيز التنفيذ قدر المستطاع وحسب الإمكانيات المتاحة حاليا للتعريف بالمدينة وجذب فئة الشباب إليها وإيجاد أرضية لعودة السكان فيما بعد وبما أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك فإنني أتمنى إنشاء خيمة رمضانية في كل حي من الأحياء القديمة الأربع وفي برحاتها العتيقة تقدم فيها نماذج من تراثنا الضائع في زحمة الوقت مثل المسحراتي واتريك الحارة ومدفع رمضان والابتهالات الدينة الحجازية واللعبات الشعبية كالكبت والعزيزة والدبيب الدبيب وكذلك الأكلات الشعبية المشهورة في ذلك الوقت كالمنفوش والترمس والحلبة والحلاوة حمرة والبليلة وغيرها من الأكلات وكيفية التدليل على هذه الأكلات بأصوات أصحابها الشجية وأن تقام في هذه المخيمات الرمضانية ندوات يقوم بإدارتها المثقفون المعروفون من الأدباء والشعراء وأصحاب الفكر والرأي والمؤرخين لجدة أمثال الدكتور عبدالله مناع والأساتذة محمد صادق دياب وسامي خميس ومحمد طرابلسي وأحمد باديب ويحيى توفيق يتحدثون فيها عن ذكرياتهم في هذه المدينة العريقة. كما أطالب مجددا بإنشاء مقرات في كل حي من الأحياء الأربعة في مبانيها العتيقة بعد ترميمها وتجهيزها يضم كل مقر أبناء الحي الواحد من المثقفين والمفكرين والأدباء وأصحاب المهن تقدم فيها كل أنواع الفنون الجداوية التراثية أمام ساحات هذه المقرات وأن تغطى مثل هذه الفعاليات اعلاميا بتخصيص قناة من قنواتنا التلفزيونية الخمس لتغطيتها وبهذا الاجراء نغطي اعلاميا ونعرف بمدينتنا الساحرة ليشاهدها كل المتابعين في أنحاء العالم كما نغرس في وجدان أبنائنا الشباب حب مدينتهم ومسقط رأسهم حتى نخرج مدينتنا العتيقة للعالم على أنها الأحق بالإنضمام إلى المنظمات العالمية. ** وقفة : رجعنا بالذكرى لأيام جدة جوه السور أيام حلوة كلها أنس وسرور أيام كان الكل قنعان بالمقسوم وخاطره مجبور وتقدير الجار لجيرانه في الحارة جوه القلب محفور يوم كنا نخبز العيش البيتي في الفرن والتنور ويوم كان الود بين الناس عنهم مخبور [email protected]