في كتاب جديد للمؤرخ والمفكر الأميركي جوان كول بعنوان «Engaging the Muslim World» تحدث فيه عن كيفية إنجاح الحوار والتعامل مع العالم الإسلامي وإصلاح الخلل الذي أحدثته الإدارة الأميركية السابقة... الكتاب الذي استعرضته «نيويورك تايمز» في 7 مايو 2009 يشير إلى كيف استعدى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن العالم الإسلامي، وكيف أنه أثناء حماسه الشديد لنشر الديمقراطية بعد غزو العراق قال في تصريح له في أكتوبر 2005 إن العدو لأميركا يتمثل في «Islamofascism» ، أي «الفاشية الإسلامية». الكتاب أشار إلى أن إطلاق مثل هذا المصطلح ساعد في تعظيم الخطر على الأميركي، إذ إنه اعتبر جميع المسلمين في جبهة واحدة وموحدة ضد أميركا، وأن هذا العدو يسعى لإقامة «إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى اندونيسيا»، وتحدث الكتاب عن الحرج الشديد الذي شعر به مسئولو الإدارة الأميركية من تلك التصريحات، ولاسيما أنها لاتفرق بين «أسامة بن لادن» و«محمود أحمدي نجاد»، وتصورهما مع قوى أخرى وكأنها كتلة واحدة متجهة في اتجاه واحد. الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول إصلاح الخلل مع العالم الإسلامي، وكان قد أجرىأول لقاء تلفزيوني بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركيةمع قناة «العربية» في 27 يناير الماضي، وهذا يمثل احتراماً للسعودية. أوباما أيضاً أعلن أنه سيزور مصر في 4 يونيو المقبل، وسيوجه رسالةً مهمةً إلى العالم الإسلامي تتناول علاقات أميركا بالدول الإسلامية، وهي خطوة تعتبر جريئة وتواصل مابدأه أوباما في تركيا عندما تحدث أمام البرلمان التركي في 7 أبريلالماضي معتبراً إياهم جسراً بين الحضارتين الإسلامية والغربية. ولعل أوباما سيأخذ ببعض نصائح جوان كول في كتابه الأخير المشار إليه أعلاه بالإقدام على خطوة غير مسبوقة بفتح العلاقات مع إيران، وهو توجه أشار إليه الرئيس الأميركي في خطابه الخاص الذي وجهه للحكومة الإيرانية في عيد النوروز (21 مارس الماضي)، وأطلق عليها اسمها الكامل باحترام «جمهورية إيران الإسلامية»، معلناً بذلك تخلي أميركا رسمياً عن نيتها تغيير النظام الإيراني... وعليه، فلربما تكون المفاجأة التي تلي خطاب أوباما في مصر هي اتخاذ خطوة مباشرة نحو إيران، بهدف تحقيق نجاحات ملموسة في التعامل مع العالم الإسلامي. الوسط البحرينية