لم يعد أحد فى هذا الوجود لا يفكر فى هاجس الماء حتى أصحاب الفيضانات والغرقى أيضا ومن هنا احتلت بادرة صناعة الماء المراتب الأول فى التفكير العالمي واصبح لامجال لفاقد الشيء أن يظهر على سطح الماء فالمسألة هنا مصيرية إما حياة أو موت.. وجعلنا من الماء كل شيء حي .. وبهذا القول الحكيم قطعت جهيرة قول كل خطيب . لاماء... لاحياة.. لمن يعيش على وجه البسيطة والمنطق الفصل فى هذا الكيان هو التفاوت فى الاجتهاد والبحوث فيها مهما ارتقت فهي لاتصل إلى الكمال وهذا عين الصواب لكن المشكلة الرئيسة فى هذا الديدن الاستمرار فى الخطأ والحيرة فى تخطى الصعاب نتيجة التحجر الفكري لمن يتزعمون المسار فيه وإلا اصبح تفكير هؤلاء كتفكير من يعالج الماء بالكلور ويبيعه باسم الماء المصنع تحت ستار المواسير البالية والبزابيز العتيقة وقراطيس الكلور وشتان بين هذا وذاك فهذا مزود وذاك محتال وليسمح لنا المزود أن نتفنن معه في بعض المجالات التى قد يعلمها ولكنه لا يسلكها إما لصعوبتها أو صعوبة تكاليفها أو جهله إياها أو إمعانا فى التهاون والخمول تجاه المنجز منها وهذا ما ينطبق فعلا على معظم الهياكل المزودة للماء لمناطق الطلب وقبل البحث فى هذا الجدل نود أن نشرح نقطة هامة أوردناها فى المستهل أن أصحاب الفيضانات والغرقى لو أن ساستهم عرفوا صناعة الماء جيدا لدرت عليهم الخير العميم بدلا من الهدم والغرق والكوارث التى لازالت تتطور نحو الأردأ . قد لا يخص هذا بحثنا هنا لأننا حددناه بما يليق نحو موطننا الذى يشبه القارة القاحلة فى معظمه ونحدد السعي هنا بمنطقة المدينةالمنورة لأن بوادر نقص الماء فيها يلوح للمواطن بأصابعه المختلفة مهددا إياه بالندرة فى أي وقت نفذ صبر الآلة التي تعمل دون رقيب أو صيانة أو حتى بديل يساند تلك المتاعب وقت الراحة كي لاتكون أبدية أو يطول أمدها ويدفع المواطن ضريبة المنشار فيها وقصة ارواء المدينةالمنورة يامن يهمه ذلك كانت من عين واحدة تسمى العين الزرقاء القاطنة فى جنوب حي قباء إلى جوار آبار فرعية كبئر العطن وبئر خاتم وبئر حاء وغيرها لكن الماء الذى يشرب منه معظم أهل المدينة وحجاجها وزوارها مورده الأساس كان العين الزرقاء ومن خزاناتها المنتشرة في أنحاء المدينةالمنورة والتي على أساسها عملت توصيلات المنازل والمهم فى هذا الشأن من تلك الصناعة المائية التوصيلية العشوائية التى تغذت بها الأرض من الماء قبل المنازل توالى هذا الإهمال حتى نبض الماء واصبح لا يغطى ولا يساير مواكبة التطور المدني تحت ظل هذا العهد الزاهر ولجأ ولاة الأمر وفقهم الله إلى حل جذري بأن تشرب المدينة من ماء البحر وبالتحديد من مدينة ينبع المطلة على البحر الأحمر باعتبارها أقرب منفذ بحري ممهد للمدينة المنورة ولم تفكر الدولة السعودية أيدها الله بالتكاليف الباهظة التي سينفقها هذا المشروع حيث له تبعات كبيرة من آلات ومواسير ضخمة وحفر وترصيف وخلاف ذلك وبذلوا فى ذلك الغالي والرخيص حتى تحقق الحلم وشربت المدينةالمنورة ماء من البحر زلالا نقيا صافيا محلى بطريقة إبداعية ولاغرابة فى هذا فولاة الأمر ديدنهم أبعد من هذا بكثير تجاه مصلحة المواطن أينما كان لكن إدارة هذا المشروع لم تطلب تدعيمه بمشروع آخر مماثل له سواء من مدينة ينبع أو من غيرها ولم تقم على صيانته الصيانة المطلوبة وجاء منتصف الطريق ليتعطل هذا المشروع الذي اصبح يغذى المدينة بكاملها والأغرب من هذا انهم قاموا بحل تجاه هذه المشكلة أساء للمدينة واهلها وخسّر الدولة مبالغ طائلة لامردود لها حتى على الأمد القصير ولازالوا يعالجون هذا الخطأ بأخطاء أخرى فى نفس الاتجاه والعلاج القاصر الذى قامت به مصلحة مياه المدينة تجاه خلل الماء المغذى للمدينة من التحلية نتيجة تقصيرهم له بأن قاموا بحفر العديد من الآبار فى منطقة آبار الماشي بأعماق كبيرة وسحبوا جميع الماء الذى كان يغذى مزارع تلك المنطقة والتى كانت المدينة تستفيد من منتجاتهم فأن كانوا يعلمون أن الماء هناك ماء سيول ووقتي ولا يخدم مشروعهم الضخم بأي حال من الأحوال فتلك مصيبة نزلت على رؤوس أصحاب المزارع هناك وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة أكبر واعتقد انهم يعلمون والدليل عندما نضب الماء من آبار الماشي بدأوا يبحثون عن منطقة أخرى لتكون كبش فداء آخر .. الحقيقة أن الموضوع طويل والزمان والمكان لا يساعدا على الإطالة والتبيان فيه أكثر لكن نرفع الآمر مباشرة إلى رجل المدينة الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز حفظه الله بأن يطال التحقيق هذا الموضوع من ألفه إلى يائه وان تقوم هذه المصلحة بتعويض المزارعين الذين تضرروا في منطقة آبار الماشي من جراء سحب الماء عنهم وان تكلف مصلحة الماء باتخاذ إجراءات ناجحة ودائمة فى جلب الماء للمدينة المنورة بعيدا عن مضرة الوطن والمواطن وان لايكتفى بهذا المشروع الداعم عن الصيانة فالصيانة الجادة هي روح كل عمل ناجح وسامحونا .. المدينةالمنورة : ص.ب 2949 Madenah-monawara.com