الوصف الذي اطلقه رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين الدكتور عبد الرحمن الانصاري عن نظام التقاعد الحالي بالتقاعد البالي والقديم خلال الندوة التي عقدتها الجمعية الوطنية لحقوق الانسان لمناقشة احوال المتقاعدين قبل ايام في الرياض. فالمتقاعد الذي يتقاضى تقاعداً شهرياً لايتجاوز "1700" ريال كيف سيعيش مع اسرة لايزيد تعدادها عن ثلاثة اشخاص على اقل تقدير .. وزد على ذلك ما أعلنه محافظ المؤسسة العامة من ان المؤسسة رفعت للمقام السامي دراسة حول الوضع الحالي ، وأن الاشتراكات اصبحت لا تعطي المعاشات التي تصرف لحساب المتقاعدين العسكرين مما اضطرهم الى صرف الاشتراكات من حساب الاستثمارات مؤكدا أن المؤسسة ستضطر ايضاً الى تسييل بعض الاصول . ولكنه أكد ان حساب المتقاعدين المدنيين اكثر اماناً ،ويبدو أن المؤسسة تحتاج الى دعم من الدول .. وكان الاجدر بجمعية حقوق الانسان أن تطلع الرأي العام على تفاصيل ماتم مناقشته في هذه الندوة عن المتقاعدين ماهي اهم الاراء والافكار التي توصلت اليها من خلال هذه الندوة . فقد سئم الكثير بالمناقشات والندوات التي لا تحقق انجازاً ملموساً على أرض الواقع. فالمتقاعدون لايزالون ينتظرون العلاوة السنوية التي وعدوا انها تصرف مع الراتب اسوة بزملائهم الموظفين على رأس العمل مع اختلاف النسبة. وايضا ينتظرون ان يرفع سقف التقاعد الى ثلاثة آلاف ريال على اقل تقدير. وينتظرون الكثير والكثير من الاهتمام والعناية خاصة وهم الفئة التى اخصلت وتفانت واعطت ومازالت تعطي حيث ان بعضا من المتقاعدين لايزالون يواصلون عملهم في كثير من الاجهزة الحكومية كمستشارين وانجازاتهم فكرا وعطاءً واخلاصا ملموس ومحسوب في كثير من الادارات والاجهزة الهامة. وتدعوني المناسبة هنا الى ان اقدر سعادة الدكتور الانصاري على شفافيته ووضوحه ونأمل منه وهو أهل لذلك ان يوالي متابعته للمشاريع المستقبلية للمتقاعدين وهي كثيرة الملفات والتعرجات. وكما اشار زميلي القدير خالد السليمان في زاويته اليومية في الزميلة عكاظ بتاريخ السادس والعشرين من شهر ربيع الاخر حيث اشار إلى أن المتقاعد "بين مطرقة النظام وسندان الحياة"! مؤيداً ما أشار اليه الدكتور عبد الرحمن الانصاري رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين بإصابة نظام التقاعد الحالي بافتقاره عند تأليفه لآليات التطوير، وبدا وجهه اليوم في ظل ازمتي الغلاء والاقتصاد عاجزاً عن اكتساب الملامح الانسانية "مسترسلا الزميل سلميان بنقده ثلاثي الاضلاع يشمل انظمة تقاعد المدنيين والعسكرين والتأمينات الاجتماعية، فجميع المتظللين بهذه الانظمة وان اختلفت مسمياتها ومسارات عملها فإنها تتقاطع عند نقطة واحدة هي العجز عن التكيف مع الواقع ومواكبة الزمن ومواجهة المتغيرات ومد الجسور الانسانية مع المتقاعدين. فهل يصدق أحد ان هناك متقاعدين من موظفي المراتب القديمة تقل مرتباتهم التقاعدية عن الفي ريال؟! ليتفضل اي خبير مالي او اقتصادي يخبرني كيف يمكن ان يعيش اي انسان ويتحمل مسؤوليات اعالة اسرته بمثل هذا المبلغ الضئيل؟! أي رسالة ترسلها لهذا المتقاعد الذي افنى حياته في خدمة مجتمعه حتى اذا جاءت سنوات شيخوخته ألقينا به في مستودع النسيان وكأنه لاينتمي لهذا المجتمع , واذا كانت انظمة التقاعد بوضعها الحالي عاجزة عن معالجة حاجات المتقاعدين فلا اقل ان تتدخل الدولة لتضع حداً ادنى للراتب التقاعدي يحفظ كرامة الانسان المتقاعد ويؤمن له العيش الكريم . حقا إن ما أشار اليه الاستاذ الكبير عابد خزندار في الزميلة "الرياض" بتاريخ 28 ربيع الاخرى . وما اشار إليه الزميل العزيز خالد السليمان في الزميلة "عكاظ" عن المتقاعدين يحتاج الى الاستعجال في اعادة النظر بشكل عاجل في نظام التقاعد الحالي. حتى لايكون المتقاعدون ضحية الانظمة القديمة والبالية كما سماها أو وصفها رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين . وننتظر الجواب الشافي من مصلحة معاشات التقاعد فهي الجهة المعنية والمسؤولة عن ذلك. والله ولي التوفيق والهادي الى سواء السبيل .