يتعامل الغرب مع نوعين من الاسلام: المتطرف والمعتدل وان ذلك لا ينطوي علي خطأ فحسب ولكن ايضا على جهل عميق بهذا الدين من جهة، وعلى خلط غير مقبول بين الثقافة المحلية لكل مجتمع من المجتمعات المسلمة، وبين الاسلام كدين. إن ما تتعرض له المرأة في أفغانستان على سبيل المثال من ظلم فادح لا يعود الى الاسلام وإنما الى نظرة المجتمع الافغاني للمرأة، بعيدا عن جوهر الدين الاسلامي الذي منحها حقوقا متساوية مع الرجل في كل شيء. تعصب المجتمع الافغاني اذن يتحمل المسؤولية الاولى على الكثير من الممارسات الخاطئة التي تم ربطها عن جهل أو عن عمد بالاسلام كدين واللافت اذا ما أخذنا موضوع المرأة كمثال ان معاملتها تختلف من مجتمع الى آخر وفي الواقع فإن الكثير من الدول الاسلامية انصفت المرأة ومنحتها حقوقها المساوية لحقوق الرجل، في حين وقفت الثقافة المحلية للعديد من المجتمعات وراء حرمان المرأة من حقوقها والتسلط عليها وممارسة العنف ضدها. ثقافة العنف هذه حاول اصحابها ربطها بالاسلام من اجل تمريرها داخل مجتمعاتهم وعبر المصطلحات المقدسة تم تقويض قيم الدين المعتدلة وهكذا تم تسويق الدين الإسلامي في الغرب باعتباره ينطوي على الكثير من العنف والتشدد والتطرف. اليوم يدفع الرئيس الأميركي باراك أوباما باتجاه حوار جاد ومسؤول وشجاع بين الغرب والمسلمين، وهو أعطى إشارات مهمة للغاية لكن المشكلة مازالت قائمة ليس بين الاسلام والغرب ولكن بين بعض المجتمعات الإسلامية التي يدخل التشدد والعنف كعنصر مهم في ثقافتها وبين غرب يسعى لحوار جاد ومسؤول. لم تعد هناك حرب أميركية ضد الاسلام منذ أن رحلت إدارة الرئيس السابق جورج بوش. ان التحدي الحقيقي يقوم داخل المجتمعات التي تدين بالاسلام وأحدث مثال على هذه التحديات ما رأيناه في وادي سوات بعد سيطرة حركة طالبان عليه. إن هذا القمع العنيف لا يشبه بأي حال الاعتدال والحداثة في تركيا أو إندونيسيا والكثير غيرهما من الدول الاسلامية التي فهمت الدين الاسلامي على حقيقته السمحة. إن ما رأيناه في وادي سوات هو مجرد إشارة على التشدد والتطرف اللذين أفرزتهما ثقافة محلية يشكل الدين الجزء اليسير فيها، هذا ما يتعين على الغرب فهمه وهذا على ما يبدو ما بدأ يفهمه الرئيس الأميركي، وهو نبأ طيب للغاية. الوطن القطرية