أعجب من كاتب بحجم كتاب صفحات الرأي يطوع قلمه ومزاجه للتقليل والتسفيه في مقالة ينشرها على الملأ . فما المراد وما هي الغاية من مقالة يفتتحها كاتبها بعبارة "اخوة لنا حماسهم للدين صور لهم ان الدين ملك لهم وحدهم.. لم يبعض أو يستثنِ صاحبنا بل عمم واكد بوصف أولئك الاخوة على حد قوله "أنهم هم الوصاة المؤهلون لحفظ الدين وصونه فلا يصح ان يجتهد فيه احد الا ان كان منتسباً الى جماعتهم وما يسيرون عليه من منهج" وحتى يعلم قارئ المقالة من هم المعنيون بالاخوة يورد كاتبنا مثالاً يستنتج منه القارئ ما قصده الكاتب فيقول: لذا تسمع احدهم يقول لمسألة للائمة الثلاثة أبو حنيفة ومالك والشافعي قولاً فيها يخالف قول المعنيين فهم أولئك اتباع المذهب المستثنى والذين صب جام غضبه عليهم كاتب المقالة عندما وصفهم بأنهم من مراهقي هذا الزمن يسلطون على الخلق ألسنتهم ولا يتركون احدا من الخلق لا يوافقهم على فكرهم الرديء وأضع هذه العبارة بين قوسين (فكرهم الرديء) الا وهجوه بأقذع ما في قاموس اللغة من فاحش القول وان ديدنهم القدح في كل متق ربه عالم بدينه عامل بأحكامه لظنهم أن ليس في الدنيا من يعلم الدين ويتبعه سواهم وان بعضهم احترف اللعن والدعاء على من ظنهم لمن يزعم انهم مشايخة خصوماً وانهم متعطشون لتكفير الناس وتبديعهم وتسفيههم وتفسيقهم.هذا بعض ما قاله صاحبنا وسطره قلمه في مقالته وما بين طياتها الكثير من كلمات الوصف والتي لم يترك صاحبك هو ما في قاموس اللغة من فاحش القول الا أتى به ولكن اذا عرف السبب بطل العجب. إن الذين وصفهم كاتب المقالة ليس لانهم من أولئك الذين لا يوافقونه الرأي في ظل ما يطرحه في كتاباته بل لانهم من اتباع ذلك المذهب والمنهج الذي استثناه والذي حارب في زمانه اهل المعتقدات التي ادخلت في الدين ما ليس فيه من بدع وخرافات وتمسك اتباع صاحب ذلك المنهج على التصدي لكل ما يجرح عقيدة السلف ولا يمنع هذا التمسك بأن هناك فئة متشددة اساءت الحوار وقفلت ابواب النقاش وهي فئات موجودة في كل مذهب ولكن التعميم على اتباع مذهب معين اوصاف لا تليق بقلم كاتب له باع في الكتابة مرفوضة الا اذا كان في النفس اثر من موروث الاجداد عندها نقول حسبنا الله ونعم الوكيل. وليعلم صاحبنا ان المذهب الذي استثناه والمذاهب التي ذكر ائمتها كلها اجمعت على ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليس هناك مذهب يخالف الآخر في نص صريح او حكم اجمعت عليه الائمة ولكن عدم التراخي عند اهل المذهب المستثنى وفي اتباعه أزعج الكاتب فكانت صيحة الفزع من تحت عباءة الغيرة على الدين. وفي الختام نقول ليس غريباً أن يأتي من يعيد الماضي ويصرف من هم أشداء على غيرهم ممن يريدون ادخال ما ليس في الدين فيه وينعتهم بأهل الفكر الرديء فقد سبقه كثيرون ولكن أخانا تداخلت عليه الفكرة.