لا يقتصر الامر على انواع التلوث المعروفة: المائي والهوائي والغذائي ولكن الامر قد يتعدى ذلك الى التلوث الفكري الذي ابتلي به العالم الثالث حسب التصنيف العربي للعالم، ولكن المهم هنا والمقصود هو التلوث المعروف يضاف اليه التلوث الناتج عن الضجيج والضوء المبهر. يقول احد خبراء التلوث يبدو لي واضحا ان حماية انفسنا من امتداد التلوث الكيموشعاعي الحالي وبروز التلوث الجيني القادم لا يمكن ان يتم الا بزيادة معرفتنا بهذا العصر المعرفي الذي نعيشه ولا يمكن ان تزداد معرفتنا الا اذا عقدنا العزم على زيادة هذه المعرفة، ولا يمكن ايضا ان نستفيد من زيادة معرفتنا اذا لم نضعها في حيز التطبيق لحمايتنا، وذلك بارادة حرة حين تتحرر ارادتنا بالنظر الى انفسنا باحترام. وينادي الكثيرون بأن لا نكون سوقاً لنفايات العالم الصناعي المختلفة والتي يحاول جاهدا ان يجد لها مكانا في اي بلد من بلدان العالم الثالث سواء لطمرها اذا كانت نفايات نووية او سوقا استهلاكية: غذاء ودواء. اما التلوث الذي نسأل عنه فهو الناجم عن كثرة عوادم السيارات وغبار المصانع كالاسمنت وغيره وتهديد محطات التنقية لمصادر مياه الشرب وكذلك التلوث الناجم عن اساءة استخدام المبيدات الزراعية والمخصبات، والمخلفات الصناعية والنفايات الطبية وبقايا البلاستيك ولا تقل اخطار هذه الملوثات عن اخطار التدخين بنوعيه: السلبي والايجابي، حيث يعني النوع السلبي منه استنشاق غير المدخن لدخان المدخنين، لان المدخن نفسه يستنشق 15% من الدخان الذي ينفثه والباقي ينتشر في الهواء ليستنشقه الآخرون. ويؤدي التدخين السلبي الى الاصابة بعدة امراض كسرطان الرئة وامراض القلب. ولهذا فعلينا ان نبتعد قدر الامكان عن التدخين وعدم السماح لمن يشاركوننا في المنزل او السيارة او اي مكان آخر بالتدخين، وعدم مخالطة المدخنين في الاماكن العامة وخاصة اذا كانت هناك اماكن خاصة بهم، بل علينا الفرار منهم كالفرار من المجذومين تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "فر من المجزوم فرارك من الأسد". ويسهم المواطنون غير الملتزمين بالحفاظ على البيئة من التلوث برمي نفاياتهم من السيارات في الطرق العامة او في اماكن التنزه، وكذلك يفعل بعض الطلبة بعد انتهاء الامتحانات الدراسية حيث يمزقون الكتب ويرمونها في الطرقات او يمزقون اوراق الامتحانات في الشوارع، ويلقون بنفاياتهم ايضا في الشوارع ما يشكل عبئاً كبيراً على البيئة ونظافة المدن، بالرغم من الحملات التي تقوم بها المدارس وجمعيات المحافظة على البيئة، والنشرات والاعلانات وغير ذلك من وسائل مكافحة التلوث. وعلينا ان نعلم ان تلوث البيئة بأي شكل من الاشكال انما هو من باب الاسراف في الارض، ومخالفة لقوله تعالى: "ولا تبغ الفساد في الارض" واما التدخين والمخدرات فيدخلان في باب الجريمة الموجهة للنفس وللآخرين وفيهما قتل متعمد للنفس التي حرم الله تعالى قتلها. ومع ذلك فقد قامت الاجهزة المختصة بالمملكة العربية السعودية بحملات للتوعية توجت بقافلة التوعية بأضرار المخدرات التي جابت انحاء المملكة العربية السعودية، وانتشرت المصحات النفسية والصحية لمعالجة المدخنين حتى اصبح الحديث عن المخدرات في هذه الايام من اهم احاديث الساعة ليواكب استفحال المشكلة وانتشارها بين الافراد والمجتمعات في كثير من دول العالم. اثبتت التقارير والدراسات بأن حجم المشكلة في المملكة العربية السعودية - بحمد الله تعالى - لم يستفحل بدرجة كبيرة بحكم عوامل كثيرة من اهمها الحصانة الدينية المتمثلة في احكام وتطبيقات الشريعة الاسلامية، وكذلك في قيم الناس واتجاهاتهم وحتى سلوكياتهم. لقد استطاعت الحكومة الرشيدة ان تضع قدمها على الدرب الصحيح الموصل لسبل العلاج وقطع دابر هذه المشكلة على حد سواء، فكانت موافقة مجلس الوزراء على القرار الحكيم الذي اصدره مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قراره رقم 128 وبتاريخ 20/ 6/ 1407ه بالاجماع متضمناً ان مهرب المخدرات عقوبته "الاعدام" لما يسببه تهريب المخدرات وادخالها البلاد من فساد عظيم لا يقتصر على المهرب نفسه، بل يتعدى ذلك الى الحاقه الامة اضرارا جسيمة واخطارا بليغة، فقد قال جل شأنه: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" (المائدة: آية 2). مدير عام وزارة التخطيط/ سابقاً فاكس 6658393