منذ عدة سنوات ونحن نقرأ ونسمع عن توجه وزارة التربية والتعليم لإحداث نقلة نوعية لمناهج التعليم تعتمد على اكتساب المهارات والخبرات وإثراء الجانب المعرفي لدى الطلاب عن طريق التعلّم الذاتي بدلا من التعلم التقليدي الذي يعتمد على التلقين والحفظ واسترجاع المعلومات . إلاّ أن الآلية الحديثة للمناهج تحتاج الى تهيئة المدارس وتوفير قاعات خاصة وتجهيزها بالوسائل المتعددة لمصادر التعلم وهذه القاعات تختلف عن الفصول الدراسية المعتادة لما فيها من وسائل الجذب والاثارة لتلقي المعلومات وتنمية مهارة البحث والتفكير وحل المشكلات لدى الطالب . كما أن مراكز مصادر التعلم تحفّز المعلم على تنويع أساليب التدريس وتقديم المادة العلمية بطرق متعددة وجذابة كما تساهم أيضا في تعزيز أواصر التعاون وتبادل الخبرات بين المعلمين في المحيط التربوي . ورغم أهمية مراكز مصادر التعلم في العملية والتعليمية والتربوية إلاّ أن هناك بعض المعوّقات والصعوبات التي تواجه تنفيذ هذا المشروع الحيوي على أرض الواقع حسب ما خطط له . وقد أدلى بعض المعلمين ببعض تلك الصعوبات ومنها على سبيل المثال : 1) قلة عدد مراكز مصادر التعلم بالمقارنة بحجم المدارس وعدد فصولها . 2) عدم توفر كافة التجهيزات لقاعات العرض . 3) بعض المراكز الموجودة تعاني من ضعف الصيانة ورداءة الأجهزة والأثاث . 4) النظام التقليدي للتعليم لا يسمح للطالب بزيارة مراكز التعلم للقراءة والبحث لضيق الوقت . 5) عدم وجود بنك رئيسي للمعلومات على مستوى الوزارة أو المنطقة لتحقيق أهداف هذه المراكز . 6) عدم توجه فعلي لجعل المناهج والمقرارات الدراسية مرتبطة مباشرة بمراكز مصادر التعلم. 7) عزوف معظم المعلمين والمعلمات عن استخدام هذه المراكز لضعف التأهيل وقلة الامكانيات وخاصة في المدارس الأهلية والحكومية المستأجرة التي يصعب فيها توفير أماكن لهذه المراكز ناهيك عن تجهيز قاعات العرض بالوسائل السمعية والمرئية . إننا نأمل من سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم أن يولي اهتماما بالغا بمراكز مصادر التعلم لتطوير آلية التعليم في بلادنا بما يتناسب مع النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة . مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]