* كان هذا التعبير الحزين الملتاع والمفجوع يردده "فتى" من أبناء "غزة" التي أحرقهم ودمرهم وشتت شملهم العدوان السافر. * والدنيا كلها بكل ما تحتويها من مُثل وقيم واعتبارات أخلاقية.. ان كان للأخلاق "صفة ومعنى" في عصرنا هذا.. الذي استأسد البُغاة .. أصحاب العقول الصدئة و القلوب السوداء. * هذه العقول وتلك القلوب التي تدعو للتساؤل الملح هل كانت تتمركز على رؤوس ظنناها آدمية وتأخذ القلوب النابضة بالحيوية لها مكاناً داخل النفوس التي تخفق بها الصدور. * ولست أدري هل هؤلاء الذين شاهدوا ليل نهار.. وبالصوت والصورة.. والأنفس البريئة تزهق والأجسام تتمزق.. * وأجسام العجائز والاطفال تتبعثر رجل هنا ويد هناك ورأس طفل هنا وطفل آخر هنا.. * والقوة الجبارة .. التي اخترعها الجبارون قساة القلوب والضمائر تدك البيوت على من سكن فيها.. ظانا هذا المسكين.. انه آمن من حيث انه ساكن ومختبئ خوفا ورعبا. * ولا أنسى بيوت الله التي يعلو فيها اسم العلي الرحيم.. يسجد فيها المصلون الصابرون المستغفرون. * كل هذا حصل واصحاب المبادئ والمثاليات ومدعي حقوق الانسان.. التي ضاعت وتمددت وسحقت عيانا بيانا.. وأمسى الانسان واصبح يصرخ .. يصرخ يصرخ.. قائلاً.. * كفاكم نفاقاً * كفاكم ضلالاً! * كفاكم ترديداً لهذا الاسم الشريف فقد اوسعتموه ظلماً وقهراً وتخلفاً على الدوام.. * وأنتم تصرخون ليل نهار وبحركات هستيرية قائلين وبجلافة منقطعة النظير.. * نحن من نقدر لهذا الانسان.. كيف يحيا؟ وكيف يعيش .. ومتى يعيش. * وهي عيشة وأيم الله "نكدة" فكلها رعب وخوف وإذلال لهذا الانسان.. الذي خلقه الله و كرمه.. * أجل الله جل شأنه وتقدست صفاته قالها للدنيا كلها "من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" (المائدة). * ويا هذا الشاب .. ويا أيتها "المرأة" الصارخة ويا أيتها الشابة التي تقطعت رجليها وهي تعترف بأنها دمرت وسحقت .. لكنها ستحيا وستعيش !! * ويا ايها الناس في كل أرض وصقيع.. لا فائدة .. لا فائدة لن يسمعكم أحد.. ولن ينظر لكم أحد ولن تجدوا قلباً حانياً.. ولا فكراً نابضاً..!! * لدى هؤلاء الذين يمدون "الطغاة" بكل أنواع السلاح الفتاكة - هل أذكرهم أم أنكم كلكم تعرفون.. تعرفون.