- لم استطع لظروف صحية المشاركة في عزاء المرحوم وهيب بن زقر.. فقيد الاعمال والوطن. ووجدت نفسي اكتب هذه السطور عن انسان في قامته قدم اعمالا بارزة للناس والوطن فقد كان من اشهر بيوتات التجارة في جدة.. وقد تبوأ مناصب قيادية في الدولة وساهم في تأسيس جامعة الملك عبدالعزيز.. ومنع انهيار اشهر البنوك السعودية (بنك القاهرة) بترؤسه لمجلس ادارته واعادة تنظيم اعماله. واعترف بانني لم اكن من قراء او اصدقاء الراحل وان اصبحت بعد ان عرفته عن قرب من المحبين لكتاباته الاقتصادية الواعية.. ولدوره في الحياة الاقتصادية السعودية. وحزنت لمرضه وسفره العلاجي وتمنيت كغيري من الاصدقاء ومن يعرفونه له الشفاء والعودة ليكمل مسيرته الرائعة ويقدم افكاره للمزيد من العمل والعطاء المستقبلي لهذا الكيان. ولكن القدر لم يحالفه.. فقد غلبه المرض الخبيث ونال الشهادة.. فمن يموت بهذا المرض ويقاسي الامرين معه فهو في مرتبة الشهداء ان شاء الله. ومع الدعوات له بالمغفرة والثواب.. وان يجعله الله في جناته ويغفر له ذنوبه ويرحمه فهو من السابقين، ونحن اللاحقون .. ونسأل الله خاتمة طيبة. دعوني أروي لكم (سالفة) معرفتي بالفقيد وهيب بن زقر رحمه الله.. فقد كنت مطالبا من قبل بنك القاهرة بمبلغ مالي احتسبوه كعمولة مركبة على كمبيالة قديمة سبق ودفعت قيمتها ولانني كنت ايامها.. وذلك قبل عشرين سنة ويزيد تقريبا في سنة اولى تجارة.. لم اخذ منهم اصلها وبقي مبلغاً بسيطا معلق لم انتبه له وتركوه طوال هذه السنوات ولم يطالبوا به سوى بعد ان اصبح مبلغا محرزا كعمولة.. وبأسلوب (عادل امام).. العداد بيحسب (؟!) وبالطبع راجعت رئيس مجلس ادارة البنك الشيخ وهيب بن زقر.. الذي قابلني بوجهه الصبوح الطيب رغم انشغاله وغرقه في الورق الذي كان امامه. وضحك وقال بنبرة ابوية: ألا تعرف يا مهندس ان من عمل البنوك يهود! ولم اعلق على هذه المعلومة التي لم اكن اعرفه ولكني طلبت منه ألاَّ يتعاملوا معي بأسلوب البنوك اليهودية. فابتسم واتصل بأحد المسؤولين عن هذه العملية في البنك وقال لهم هاتفيا: اخونا المهندس جديد في التعامل البنكي.. اعطوه كمبيالته وخذوا اربعة الاف ريال كعمولة لكم بدل العشرين. وانتهت المشكلة.. ولم اتصل او اشاهد الاستاذ وهيب بن زقر بعد ذلك.. سوى في الصحف ككاتب او من خلال اخباره. الى ان جاءنا الخبر الحزين بوفاته.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. وان تكون خاتمة الاحزان على اهله ومحبيه.. إنا لله وإنا إليه راجعون. * ناشر ورئيس تحرير مجلة العقارية * عضو هيئة الصحفيين السعوديين