سبق ان تحدثت في هذا المكان عندما كان الحديث ليلتها عن حرمان "جدة" من وجود حديقة كبيرة تتوسطها وهو الأمر الذي جعلني اتذكر ذلك الموقع النادر والفريد والذي كلما قدر لي ان اقطع الطريق من شمال جدة الى جنوبها او العكس مارا بالمطار القديم اتذكر ذلك البيت من الشعر الذي تقول في جزء منه سيدة الغناء أم كلثوم رحمها الله: "أغمض عينيك حتى تراني". فأغمض عيني وأتخيل هذه المساحة من الارض التي كان يشغلها ذلك المطار العتيد بانها تحولت من مطار الى حديقة عامة كبرى تتخللها "البحيرات" والنافورات وحولها وتحت اشجارها – المطاعم – والمقاهي واماكن "اللعب" للاطفال وطرق ومسارات "للمشاة" ويقطعها شارعان رئيسيان واحد من الشمال الى الجنوب وآخر من الشرق الى الغرب وان تكون في اطرافها قاعات للمناسبات الوطنية ومكتبة ضخمة تحتوي على تراث جدة التاريخي والأدبي والفني تخيل معي كل هذا وغيره ولك بعد تخيلك ان تتصور "المناخ" الذي سوف تكون عليه – جدة – بسبب تلك الأشجار والبحيرات. التي سوف تكون متوفرة. وطالما نحن نتخيل ارجوك ان تذهب معي قليلا وتخيل ان هذه الحديقة يحدها شمالا شارع بني مالك وجنوبا شارع الجامعة وشرقا شارع باخشب وغربا شارع الستين. تخيل كيف يكون الحال. ان جدة رغم تعدد "الحدائق" فيها الا انها في حاجة ماسة الى حديقة كبرى. وكان هذا المكان هو المكان المناسب الذي زرع بالمباني والفلل والعمارات واصبح حياً من الاحياء الاسمنتية فهو في موقع نادر صعب إيجاد بديل له. فهو في وسعه شبيه "بالهايد بارك". انني أتخيل فدعوني اغمض عيني من جديد لكي ارى تلك الحديقة بكل تجهيزاتها بأشجارها وأزهارها وألعابها ومطاعمها وبروادها ايضا.