قرأت رواية "ومات خوفي "للروائية الفذة ظافرة المسلول، قرأت وماذا قرأت؟ لقد قرأت الإعجاز في اللغة قرأت الإبداع والوصف الدقيق لأدق التفاصيل قرأت الروعة النادرة التي نزف بها قلم ظافرة وهي بنت العشرين..وأعجب ممن قرأ هذا الإعجاز وظل سنين يخفيه عنها وإن كان اسمها عليه؟؟ قرأت الأدب في أسمى معانيه ووصف الصراع مع الصحراء وما تحويه من صراعات مخلوقات في أحلك ساعات النهار والليل فقد كانت كلها لحظات تحاول أن تُميت من تجرأ على تحدي رمالها وجفافها وكل من يسكن فيها من دواب، ولكن بطل قصتنا "ومات خوفي" استطاع أن يدفن تحت ثراها خوفه ليس هذا فحسب بل نهل من بين ذرات ترابها الشجاعة النادرة التي ما توقع يوماً أن تأتيه. "ومات خوفي" لظافرة المسلول ومات بعدها هذا النوع من الإبداع النادر في كثير من الأقلام الشابة. كيف لمن قرأ لها أن لا يقدمها بفخر لعالمنا العربي؟ لقد فازت قصتها على يد الكاتب القدير "يحي حقي" في جمهورية مصر العربية وإن لم يرها! فازت قصتها منذ عشرين عاماً وعلمت بذلك وعلم بعض من كُتابنا الأفاضل ولكن!! ما أصعبها من لكن أخذت دار النشر التي قامت بطبعها والاحتفاظ بحقوق النشر لها كاملة وروائيتنا الكاتبة التي ما وقعت على عقد ولا موافقة بطبعها بل ظلت ولا تزال تدور في حلقة مفرغة لا تدري كيف تحصل على أخذ حقها الأدبي في هذه الغابة كثيفة الحجب. أنني أتشرف بتقديمها لوزير الإعلام معالي الدكتور عبد العزيز خوجة كي يعلم أن الصحراء لا تنجب الشعراء فقط، بل الإبداع الأدبي النادر على يد فتاة تمخض قلمها وهي في العشرين من عمرها عن هذا الإعجاز الأدبي الفائق الوصف، كما لها كذلك قصة الملوك الستة التي وعدتني بقراءتها وهذه القصة تحكي تاريخ المملكة بأسلوب قصصي شيق لم يسبق له مثيل. ونبع الإبداع موجود وحبيس قلب ظافرة وإن خرج منه القليل وأبهرنا لا يزال كنز عطائها على أهبة الاستعداد ليقدم بقادة درر اللغة العربية الغنية التي أكد حافظ إبراهيم في شعره الرائع وأكرر بيتاً وصفت فيه عطاء ظافرة في مقالة سابقة كي أُذكرُ كل كاتب بمحيط لغتنا العربية الثرية وتذكيره بصدق حافظ إبراهيم في شعره الشهير: أنا البحر في أحشائه الدر كامن ...... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي؟ فصدفات ظافرة لا تزال تحتفظ بالكثير وغواصاتها في طرف قلمها تغطس في بحر اللغة لتلتقط كل إبداع ومتعة كيف لا وهي معجونة بالإبداع الإعجازي. ليكشف معالي الدكتور الستار عن هذا القلم العملاق كي يستفيد كل من يهوى الأدب وليتعلم القارئ كيف للإبداع سحراً ورونقاً وإن مضى عليه سنين كثيرة. [email protected]