اللغة العربية من اللغات الجميلة كما وصفها حافظ إبراهيم بقوله: أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي فاللغة العربية من أوسع لغات العالم ..وقد تكون الشهادة ليست مصدر الإبداع في اللغة فقد يكون الإبداع في اللغة عند من لا يحمل فيها شهادة فهي لغتنا ولغة ديننا الحنيف ومنها تشتق مصادر حياتنا .وقد طالعتنا صحيفة الوطن السعودية بعددها رقم (3695) والصادر في الخامس من ذي الحجة عام 1431ه ان الأندية الأدبية تشترط درجة الليسانس أو البكالوريوس لعضوية الجمعية العمومية وهذا مما دعاني للتفكير فكيف يكون ذلك وهناك من الشعراء والأدباء وأصحاب المواهب والقدرات اللغوية لم يحملوا المؤهل العالي كما أن هناك العديد من الرواد في اللغة ومن تربعوا على عرشها ولديهم القليل من الشهادات العلمية فاللغة العربية مؤهلها أننا عرب وأننا مسلمون ومصدرنا اللغة العربية كما أن اللغة مهارة وقدرة وموهبة وهبة من الله فقد يهبها للبعض دون الآخر ولا ننسى أن الكثير من المؤهلات تدرس باللغة العربية فهي اللغة التي تدرس بها جميع المواد الأدبية والعلمية كما أنها داخل الحياة الاجتماعية والداعمة للدين الاسلامي فهي لغة القرآن الكريم والشعر والنثر والبحث في أي مجال من المجالات واللغة أول ما نسمعه في مناقشات رسالات الماجستير والدكتوراه من خلال المفردات والمعاني والألفاظ واخراج الصيغة اللغوية كل ذلك ليس في شهادات اللغة بل في كثير من الشهادات غير اللغوية..فاللغة مصاحبة لنا منذ الولادة إلى المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالثانوية والمجالات العلمية والتخصصات الجامعية غير اللغوية وهناك من الشعراء والقصاصين وأصحاب النثر والخطابة والتعبير وشهاداتهم ليست لغوية فاللغة حقنا ولغتنا ..إذا كيف تقتصر العضوية على من يحمل الشهادات اللغوية للأندية الأدبية رغم أن هذه الأندية أدبية ثقافية أي انها تجمع بين اللغة والثقافات داخل المجتمع وتعمل على تنمية المهارات والقدرات والمواهب والإبداع فهل كل من تخصص في اللغة مبدع؟ أو ننكر أصحاب المواهب والخبرات التي تفوقت على أصحاب الشهادات؟ أهذا يكون علاجاً لمن يوفقوا في الحصول على الشهادات؟ بسبب بعض العوامل الاجتماعية أو الاقتصادية أو عدم التوافق وقد يكون من حصل على شهادات عليا غير اللغوية ولكنه موهوب لغوي ولديه القدرات في رفع الهامات .وهنا أجد ان تخصص اللغة ليس شرطاً من شروط التفوق اللغوي ..كما اشترطت الأندية للعضوية طباعة كتاب لغوي وهذا الشرط قد يكون سهلاً عند من يتحقق له الوصول لذلك ولكن هناك من يقابل صعوبات فكيف يكون إبداعه ..كما ان هناك آراء لدمج الأندية الثقافية الأدبية بجمعيات الثقافة والفنون التي يغلب عليها وفيها أصحاب القدرات والتي لا تشترط الشهادات إذا وجدت الموهبة والذين ساعدوا العالم على التقدم بالأبحاث والاختراعات لم يكونوا جميعاً من أصحاب الشهادات والموهبة لا تعترف بالشهادة ولا تقف عند شهادة ولكن قد تكون الشهادة داعمة للموهبة وهذا ليس إنكاراً للشهادات فأنا من حملت الشهادات العليا ولكن لا أنكر أصحاب القدرات والمواهب ، والخبرات ولا أنكر الحماسة فقد يكون المرجع الثقافي والأمني رجال ومشايخ العرب وقدرتهم على حل الكثير من المشكلات التي وقفت وتعثرت أمام الأكاديمية وأصحاب الشهادات كما أن هناك ما يشبه اللغة فهو علم النفس فعلماء النفس ما أكثرهم في حياة البدو الرحل وأهالي القرى والنجوع والأميين ولكن حياتهم أتت إليهم بالعلوم المتعددة..من هو العقاد وغيره من الحكماء والعلماء الذين أثروا فينا جميعاً.