يأتي التعديل الوزاري الأول على حكومة نادر الذهبي ، تجسيدا لديناميكية الدولة ، التي أرساها قائد الوطن ، وقدرتها على مواصلة البناء والعطاء ، بضخ دماء جديدة ، وخبرات ثرة ، مؤمنة بالعمل والبناء ، والالتزام بخدمة الوطن والمواطنين لتحقيق نهضة وارفة الظلال في كافة الميادين. لقد استطاع جلالة الملك ومنذ توليه سدة الحكم ان يؤسس نهجا فريدا في الحكم ، قائما على استقطاب الشباب والخبرات والكفاءات ، لتساهم في تحقيق النهوض المأمول ، في وسط عالم متسارع أصبح بمثابة القرية الكونية ، لا يعترف بغير التقدم والتميز والمعرفة ، الى جانب زيارة المواطنين في اماكن سكناهم ، في البوادي والارياف والمدن ، والاستماع الى مشاكلهم ، والعمل على حلها ، باقامة المشاريع وتحسين مستوى الخدمات المقدمة وخاصة الصحية والتعليمية ، لتوفير فرص العمل والحد من الفقر والبطالة. لقد اثبتت التجربة صحة وصوابية هذا النهج ، والذي اسهم مساهمة فاعلة في تحقيق الامن والاستقرار ، بعد ما استطاع جلالة الملك بحكمة الربان الماهر ان يجنب سفينة الوطن الانواء والعواصف ، وهذا في تقديرنا يستدعي من هذه الحكومة ، وكافة الحكومات الاقتداء بنهج القائد ، والخروج من المكاتب الى الميدان ، للوقوف على المشاكل والقضايا التي تعترض المواطنين ، وتؤرقهم ، والعمل على حلها فورا ، ووضع حد لنهج البيروقراطية والروتين ، الذي اسهم ويسهم في اضاعة الوقت ، وتراكم المشكلات ، واقامة الحواجز بين المواطنين والمسؤولين ، ما يؤدي الى خلخلة الثقة واهتزازها ، وتعميق الفجوة بين المسؤول والمواطن. ان التعديل الوزاري ، يستهدف اضافة لما أشرنا اليه تصحيح مسيرة العمل ، والقضاء على السلبيات ، ومواجهة المستجدات ، والمتغيرات على الساحة المحلية ، والاقليمية ، في ضوء فوز المتطرفين الصهاينة ، واطروحاتهم المتمثلة بعدم الاعتراف بالشريك الفلسطيني ، واصرارهم على عدم الامتثال لقرارات الشرعية الدولية ، وما يستدعي ذلك من عمل دؤوب لوضع حد للخلافات العربية وتوحيد الصف العربي ، واجتراح موقف عربي واحد ، قادر على التصدي لعبث الصهاينة المتطرفين ، ولجم عدوانهم المستمر على الشعب الفلسطيني ، والذي وصل الى انذار اكثر من "800" عائلة في القدس بمغادرة منازلهم ، تمهيداً لهدمها ، في أكبر عملية ترانسفير ، تستهدف تهويد المدينة الخالدة ، واحكام الطوق على الاقصى الاسير ، الذي اصبح مهدداً بالانهيار ، بعد شبكة الانفاق التي شقتها عصابات الاحتلال. لقد عمل الاردن وبقيادة جلالته على ضرورة احياء التضامن العربي ، ونبذ الخلافات ، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله العادل ، والذي تجلى خلال العدوان الآثم على قطاع غزة ، حيث كان لتوافق الرأي الرسمي والشعبي ، ومظاهرات الغضب ، وتسيير جسر اغاثة للمساعدة في انقاذ الاهل من المحرقة ، ومستشفى ميداني..الخ ، ابلغ دليل على ان الشعب الاردني هو الاقرب الى الشعب الفلسطيني. خلاصة القول: ان التعديل والتغيير سمة من سمات الحياة ، ودليل على قوة الدولة وقدرتها وديناميكيتها ، وايمان القيادة بالكفاءات ، والتحديث والاصلاح ، لمواجهة المتغيرات ، التي تعصف بالمنطقة سواء على الصعيد الاقتصادي ، او على صعيد التطرف الصهيوني ، اضافة الى مواصلة نهج البناء والنهوض ، الذي يكرس قائد الوطن كل وقته وجهده لتحقيقه ليبقى الاردن عصياً على الرياح الصفراء وواحة خير وامن واستقرار.