يعتقد أكثرالناس إلا القليل منهم أن الأغنية عامل من عوامل التسلية والترفيه عن النفس، وأن ليس دورا غير ذلك، والواقع أنها رافد من الروافد الثقافية المهمة، وأنه بامكانها معالجة الكثير من الأمراض الاجتماعية الفتاكة، وتساعد على ترقية الذوق، ونشر الوعي الشعبي..وانها بحق وسيلة من وسائل ترقية المشاعر والأحاسيس الانسانية ومخاطبة الجماهير بلغة الفن والأدب.. لغة تنزع دائما الى الرقي قدما الى الذوق الرفيع، فهل هذا متوفر في أغاني اليوم، وهل هذا هو مفهومنا للأغنية ؟.. بعض الأمثلة والعينات من الأغنية السائدة اليوم تجيب عن هذا السؤال: نضرب بالمكحلة والكابوسة ونروح ليها وروحي مقيوسة. جزفين ما درتي فيا ندير زوج شهود عليا ونحط راسي في الراية. يكفي هذان المثالان مما هو متداول في سوف الأغنية، وما يسمعه الشباب، ويبث حتى في الاذاعة التلفزيون لنحكم على أن الأغنية في هذا الزمن الرديء بلغت من الانحطاط مالم تبلغه في عصر الانحطاط..ولو سألت أكبر مسؤول عن الثقافة لأجاب »انهم شباب وعليهم ان يعيشوا أمانهم، والوقت يقول هكذا..!«. وهذه حجة واهية، وكلام لا مسؤول مردود على أهله وإن أوهى البيوت لبيت العنكبوت أفي بلد يعاني آفة الارهاب، ويدعو رئيسه الى السلم والوئام الوطني، والمصالحة الوطنية تروج مثل هذه الأغاني المسمومة التي تدعو (للمكحلة والكابوسة... ونضرب بالموس..!) وتدعو الى الانتحار ووضع الرؤوس في ''الراية'' تحت عجلات القطار في سكة الحديد؟! أيمثل مثل هذا الكلام الهذيان الثقافة.. من كتب ويكتب مثل هذا الهراء..أهم شعراء ؟! لا أعتقد ذلك، انها البزنسة والمتاجرة حتى بالمقدسات في زمن التسيب، واللاإنضباط.. ان الأغنية سلاح ذو حدين، تصلح للهدم كما تصلح للبناء، تمنى مثلا: سامح يا قلبي سامح وانسى واش كان البارح. يازارع المحبة ورده اللّه يحب من عباده الصالح وتهدم مثلا: لو كان نحكم في الدنيا نهار نكب لسونس ونشعّل فيها النار..! أين أغاني زمان مثل جوهرة مليانة ويا محمد يا إبني كون أحسن منى.. ويا ورد مين يشتريك.. ويا نسمه الحرية..إلخ ... هل ذهبت في خبر كان، أم اصبحت ممنوعة من الصرف..؟! الشعب الجزائرية