أتاني صوته باكياً ومن خلاله قال لي.. هل لديك وقت لكي تستمع الى ما سوف اقوله لك.. قلت نعم. قال هي ليست شكوى بقدر ما هي فضفضة.. ألم تقل العرب لابد من شكوى لذي مروءة يواسيك او يسليك او يتوجع.. وارجو ان اجد الثلاثة عندك او احدها.. قلت "هات" ما عندك. قال لي اخ يكبرني بعامين تقريباً.. استولى على كل ما لدينا من عقار ومال وراح يتصرف في كل شيء وكانت ثقتنا فيه كبيرة.. "وقد كانت المفاجأة مفجعة عندما اكتشفنا ان اخانا هذا أضاع ان لم أقل أكل الاخضر على اليابس في ملذاته ويبدد كل شيء شرقا وغرباً.. وامام هذا كله سلمنا امرنا لله ولم نحاسبه في شيء فالمثل يقول "ايه تاخذ الريح من البلاط". لكن المفاجأة اننا اكتشفنا ان عليه ديونا وانه متزوج من خارج البلاد وان الزوجة اخذت ابناءها وذهبت الى بلدها لتدير مصنعاً اقامته لنفسها في بلدها.. وقد حصلت منه على الطلاق.. فماذا تقول في كل هذا؟ يسألني.. قلت له كل الذي قلته ليس جديداً فهو يحدث كل يوم ويمكن يحدث اشد منه.. لكن العجيب ان الناس لا تعتبر ولا تأخذ حذرها.. فهذا يتكرر دائماً وابداً. واخونا هذا يذكرني بآخر وضع كل ما يملك في يد زوجته قائلاً لكي ارتاح من "زنها" فوجد نفسه هو وامه على الرصيف يكففون الناس ليقضي زمناً طويلا من عمره خلف القضبان.. والغريب العجيب ان هذا يحدث كل يوم ولا من معتبر!! وكأن لا عبرة تسوقها هذه التجارب، لكي يستفاد منها انها حكاية كل يوم مع كل أسف.