يكفي أن يُقال لكَ إنَّ فُلاناً مريضٌ بالسرطان وقاكم اللَّه من كُلِّ مرض ليضرب المُتلقِّي كفَّيه أخماساً في أسداس، وتراه يُردِّد : «رحمه اللَّه»، فالانطباع السائد أنَّ السرطان، كمرض، لا علاج له، هذا يكون صحيحاً حين يتمّ اكتشاف أيٍّ من حالاته في وقتٍ مُتأخِّر، فيكون العلاج فقط لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وللأسف الشديد، فثقافتنا الصحِّيَّة تكاد تكون معدومةً حتَّى في أوساط المُعلِّمين والمُثقَّفين، فما بالكَ بالأُمِّي الفقير، وحتَّى الأُمِّي الغني، لذا فأنتَ ترى حالات وفيَّات السرطان مُرتفعةً، وحالات الإصابة أكبر، وحالاتٍ يتمّ اكتشافها مُتأخِّرةً أكثر وأكثر، مُعظم الناس لا يخضعون لكشفٍ دوريٍّ يقيهم شرّ أيّ مرضٍ يُفكِّر في مُهاجمة أجسادهم، ولا يُوجد لدينا تقليدٌ يعمل به الآخرون، فطبيب الأُسرة لا وجود له في قواميسنا. والآن، ما هي الأسباب؟ حسب الأطبَّاء والمُعالجين، كثيرة، وما شاع وإلى حدٍّ كبيرٍ أنَّ القات وحده هُو السبب، والصحيح أنَّه بالمُبيد أحد الأسباب، فهُناك سببٌ آخر ورئيسيٌّ ولا أحد يتنبَّه له أو أنَّه يسمع بمضارِّه وأنَّه أحد أسباب الإصابة بالمرض، فيتعامل مع الأمر على أنَّه لا يسمع، لا يرى، وإن تكلَّم تسمعه يُردِّد : «يا رجَّال، خلِّيها على اللَّه»، وَنِعْمَ باللَّه، واللَّه تعالى ميَّز الإنسان بالعقل وسبَّب الأسباب للمرض والدواء. «الشَّمَّهْ»، أحد الأسباب الرئيسية لسرطان المعدة، إلى درجة الخوف، وحين تقول لأحدهم عن «الشَّمَّهْ» كضرر، يردّ عليكَ ببرودٍ : «صدَّقتهم»، أقولُ الآن لكُلّ مَنْ يستخدمها وبنوعيها السوداء والبيضاء، «البُردقان» : «نعم، صدَّقتهم»، ف «الشَّمَّهْ» أحد الأسباب الرئيسية للسرطان، وفي بلادنا أكبر نسبةٍ للإصابة بالمرض في الرأس والعُنق، لذا فهُم يُنظِّمون له مُؤتمراً قريباً، لقد أصبحت الحالة ظاهرةً تكبر يومياً، والأسباب منها «الشَّمَّهْ» والقات، حين تتحدَّث عن سرطان الرأس والعُنق وتوابعهما. هُناك أسبابٌ أُخرى، هذا ما تبيَّن من خلال طرح المُختصِّين من الأطبَّاء في الحلقة النقاشية التي نظَّمتها المُؤسَّسة الوطنية لمُكافحة السرطان في فُندق «ميركيور» بالأمس، حيثُ أشار المُتحدِّثون إلى أنَّ العالم سيشهد في العام 0302م مثلاً (21) مليون حالة وفاةٍ بسبب السرطان، تخيَّلوا الأمر وما ستكون عليه الصُّورة مع انتشار «الشَّمَّهْ» في أوساط الشباب، والتلوُّث والعادات الغذائية، والأغذية المحفوظة القادمة من الخارج، وبعضها انتهت مُدَّة صلاحيتها، أو ذلك الصالح وتنتهي مُدَّة الصلاحية في البقَّالات، خاصَّةً في الأرياف، والتدخين ينتشر في أوساط الشباب تحديداً، وهُناك العدوّ الجديد القادم، لكنَّه الظاهر بلباسٍ جديد، ف «الشيشهْ» التي تُعمَّر في القاعات العامَّة بعد ظهيرة كُلَّ يومٍ وينتشر حولها الشُّبَّان ويُضاف إلى «الشيشهْ» ما يُلوِّن الرائحة، وهي موادٌّ كيماوية، تخيَّل نتائجها الضارَّة. بالطبع، هُناك مَنْ يُدافع عن «الشيشهْ»، لكن ثبت بالدليل القاطع وعلى لسان الدُّكتور «نديم مُحمَّد سعيد»، مُدير عام المركز الوطني للأورام، والدُّكتور «عفيف النابهي»، رئيس المجلس العلمي للمُؤسَّسة، وآخرين، أنَّ أضرار «الشيشهْ» لا تُحدّ ولا تُحصى، ولا يتوقَّف ضررها على السرطان، بل يشمل أمراضاً أُخرى كثيرة، ونظرةٌ سريعةٌ للرئتين لمعرفة أثر «الشيشهْ» ستُريك الصُّورة البشعة لما ترتكبه من جريمةٍ في جسدكَ الذي أنت مُؤتمنٌ عليه، وقانا اللَّه من شُرور أعمالنا، وسنُواصل الكتابة في هذا الشأن لأهمِّيَّته. عن الثورة اليمنية