قرأنا منذ أيام وفي صحيفة الوطن تحديدا خبرا صحفيا عن إعتزام الهيئة العامة للطيران المدني الرفع للجهات المختصة خلال الشهر المقبل بدراسة شاملة تستهدف إستصدار الموافقات النهائية على خفض أسعار وقود الطيران لشركتي الطيران الإقتصادي " سما " و "ناس" على غرار أسعار الوقود المدعومة التي تحظى بها الخطوط السعودية, وقال رئيس الهيئة المهندس عبد الله محمد رحيمي إن القرار المنتظر سيقتصر على دعم الوقود للشركتين لرحلاتهما في النقل الجوي "الداخلي" فقط, هذا الخبر أعاد بي الزمن إلى نهاية العام 2006 عندما أصدرت الشركة الوطنية لخدمات الطيران السعودية " ناس" بيانها في 06/12/2006 وذكرت فيه بأن الهيئة منحتها ترخيصا لتصبح أول شركة وطنية للنقل الجوي تنظم رحلات داخلية منتظمة من العاصمة الرياض لمناطق آخرى , ثم ما لبث أن كشفت شركة الوشكان المحدودة " سما " للخدمات الجوية أن الهيئة وافقت على إعطائها رخصة بإعتبارها ناقلا جويا سعوديا ثانيا بعد " ناس" السعودية , وكشف عضو مجلس إدارة الشركة عن وصول أول طائرتين من طائرات "سما" نوع بوينغ إلى المملكة , وسيرتفع هذا العدد إلى 35 طائرة خلال السنوات القليلة القادمة , ما يمكن الشركة من تغطية معظم المدن السعودية , وقد أرجع المهندس خالد الملحم مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية إنسحاب المؤسسة من تقديم خدماتها في ما يقارب من 23 وجهة داخلية إلى خطة الهيئة العامة للطيران المدني في توزيع المسارات الضعيفة بين الناقلين " ناس , سما " نافيا ما تردد عن عدم جدوى النقل الداخلي إقتصاديا , وهو ما أكد عليه المهندس عبد الله محمد رحيمي وأن التركيز حاليا سيتم على السوق المحلي بالنسبة لهاتين الشركتين , ولن تنال الشركتين الترخيص لمزاولة النشاط الدولي قبل سنتين وذلك وفق إستراتيجية معينة تحكمها العرض والطلب , وبعد أقل من سنة تفاجأنا وقد بدأت هاتان الشركتان بالإنسحاب التدريجي وتخفيض عدد الرحلات الداخلية تمهيدا لإلغاءها وذلك من أجل تشغيلها دوليا, فشركات الطيران الخاصة منحت ترخيصا للنقل الجوي من قبل هيئة الطيران المدني في مقابل تسلم النقل الداخلي , الذي ما لبث أن تخلت عنه (وقد أصبح الترخيص أمرا واقعا ومنتهيا ) وخرجت إلى السوق الدولي , فمشهد الأمس يتكرر اليوم , وغدا بعد أن تعطي الشركتين ( وربما تصبح غدا ثلاثة أو أربعة ) وقود الطيران بسعر مخفض لدعم الرحلات الداخلية , نفاجأ بتوجه الشركتين الناقلتين إلى الرحلات الدولية مزودة بالوقود المدعوم (المخفض) على النحو السابق , وإبقاء الخطوط السعودية على الرحلات الداخلية بمزيد من الأعباء والخسائر , فهنيئا لشركات الطيران الخاصة بأرباح الرحلات الدولية الأساسية وبأرباح إضافية نتيجة الوقود المدعوم وفي إنتظار اللعبة القادمة. [email protected] فاكس 6602228 02