الأمان.. هذه الكلمة التي توحي لمتلقيها بالطمأنينة والسلامة بإذن الله تعالى ودائما ماترتبط هذه الكلمة المحببة التي تبث الأمل بكلمة أخرى تسبقها ..كحزام الأمان .. وهو موضوعنا اليوم هذا الحزام الذي انشغل به راكبو السيارات داخل المدن وخارجها والتزموا بوضعه خوفا من الحصول على مخالفة مرورية بمبلغ وقدره يؤثر على من يدفعه وهذا الحزام الغرض منه حماية واضعه أثناء الحوادث لاسمح الله وتقوم إدارة المرور مشكورة بأوقات متفاوتة بحملة لمتابعة حزام الأمان وتحصيل المخالفات على من لم يرتديه ..وهي همها تدوين المخالفة وليس الحث على ارتداء الحزام وتعميم ذلك .. وأرجو ألاّ يغضب أحد من كلامي .. أليس ركاب السيارة جميعا من المفروض أن يضعوا الحزام والذي هو موجود لكل راكب في السيارة من الشركات المصنعة وتجد رجل المرور يحاسب السائق فقط ويحرر له المخالفة ولايسأل الركاب ..إذا الغرض من الحملة السائق فقط والمخالفة وهي الأهم [ حتى أن ورقة المخالفة لايدون رجل المرور أغلب الخانات فيها ويكتفي برقم السيارة واسم السائق ورقم اللوحة وكلمة حزام في خانة المخالفات حيث أنّه يعمل بسرعة ] وقد يقول إنّها خانات غير هامة والسؤال لماذا وضعت أصلا في الورقة ؟ .. ثانيا وهي نقطة هامة ..لماذا يتم محاسبة السائقين على عدم وضع الحزام في داخل المدن ومع الزحام وكثرة السيارات لاتتجاوز السرعة عشرين أو ثلاثين كم أو أقل بكثير؟ يكون معقولا ومقبولا أن تتم الحملات على حزام الأمان في الطرقات السريعة وتشمل السائقين والركاب ..وهذا أجدى والحامي رب العالمين .. أحدهم روى لي معاناته مع رجل مرور حين أراد تحرير مخالفة عدم وضع الحزام وقال له إنّه عمل جراحة في القلب ولايمكن وضع الحزام فطالبه بتقرير طبي وطلب منه المواطن أن يأتي ويشاهد الجراحة ولكنه رفض[ لأنه لايصدق إلاّ الورق]. ورطة البطاقات ومع الأمان الذي يبحث عنه الجميع ..مايحدث من لهفة واندفاع شريحة كبيرة نحو الحصول على بطاقات الإئتمان [ الامتهان ] حيث توفر الحصول على النقد والمشتريات بدون الدفع الفوري والسداد على أقساط شهرية بنسبة معينة حتى تنتهي ولن تنتهي أبداً حيث أنّ مايؤخذ من نسبة ربحية على المبلغ المتبقي تزيد من مدة السداد إلاّ إذا سدد دفعة واحدة وهذا ليس باستطاعة الغالبية .. ونتيجة للدعاية التي تقوم بها البنوك جميعها والترغيب وعرض المزايا الوهمية على العملاء عبر الصحف والتلفاز والجوال عدا الكتيبات المختلفة ونشر صور بعض الأشخاص وهو يحتضن البطاقة بكل سعادة وحبور وعلامات الفرح والسرور ترتسم على محياه وتسهيل أمر الحصول على البطاقة في خلال أيام قلائل ويقوم البنك بتقديم بعض الأوراق للزبون الضحية يقوم بالتوقيع عليها بدون أن يقرأ مافيه وحتى لو قرأ لن يفهم بنودها القانونية والتي جميعها لمصلحة البنك فقط ويفاجأ العميل المتورط بعد فترة أنّه يصعب عليه السداد وبدأت تتراكم الفوائد عليه ..كما يقوم البنك بتغيير بعض البنود والتي يتضح أنّ ذلك من حقه حسب العقد الذي وقعه المسكين بدون دراية حيث أنّ هذه العقود تحتاج من العميل إلى دراستها وفهم محتواها جيدا ولكن يطالب بالتوقيع [ وقع ياسيد كلها أمور روتينية بسيطة ] والمهم الحصول على بطاقة الامتهان بأسرع وقت ..حيث تمضي الفترة البسيطة التي يتمتع فيها بالنقد والمشتروات ولا يلبث أن يصحو على الواقع المرّ وتبدأ المطالبات ثم وضعه في اللائحة السوداء ومنع البنوك الأخرى من التعامل معه وكيف لاوهم عصبة واحدة تقوم بنفس الشيء والضحية واحدة وتزداد ديونه ومشاكله ويصبح عرضة للمطالبة القانونية [ والقانون لايحمي المغفلين ] ..فلا يغرنكم الكلام المعسول الذي ينشر حولها فلا يوجد مستفيد من هذه البطاقات الامتهانية إلاّ البنوك نفسها ولن تجد من يستمع إليك.. اللهم اهدنا جميعا لطريق الخير والرشاد وارزقنا مالا حلالا ياسميع الدعاء. قبل الامتحان الأسبوع الأهم في الفصل الدراسي دائما هو الأسبوع الأخير والذي يسبق الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول والثاني ويكون الإخوة المدرسون قد انتهوا من المنهج المقرر أو أوشك البعض على ذلك حسب الخطة الموضوعة ومع الأسف الشديد تبدأ عملية التهاون في متابعة الطلاب وحثهم على الحضور إلى المدرسة حيث الاستفادة من عملية المراجعة لكافة الدروس التي سبق لهم تعلمها ولتأكيد رسوخها في أذهانهم حيث لن يجد الطالب أمامه سوى متابعة المعلم والمشاركة في المناقشة والحوار وحل التمارين والمسائل التي يصعب عليه فهمها ومهما كانت النتيجة في حال تواجد الطلاب في فصولهم في الأسبوع الأخير فهي أفضل بمراحل من عدم حضورهم لسبب بين وواضح أنّ معظم الطلاب لن يجلسوا في بيوتهم للمذاكرة بل ينطلقون في الشوارع والتجمعات للعب وتضييع الوقت بما لايفيد أمّا الكتاب فلن يجد من يهتم به وحتى وهم في المنزل يتجهون إلى الكمبيوتر وألعابه ..فليت المدرسة لاتتهاون بهذا الأسبوع ويركز المدرسون على المراجعة المستمرة واشراك الطلاب بها وأن يهتم الأباء بأبنائهم ومذاكرتهم خلال أيام الاختبارات ..ولايجب أن ننسى أنّ هؤلاء الأبناء هم زرع للمستقبل يحتاج إلى رعايتنا وحبنا وخوفنا عليهم وارشادهم ومساعدتهم حتى يجدوا أنفسهم في طابور الصلاح والنجاح ..اللهم وفق أبناءنا واحمهم من كل شر واهدهم إلى حب الخير والبعد عن كل مايسيء إنك سميع الدعاء . مكةالمكرمة – ص.ب 9708 جوال 0500093700 [email protected]