أثبتت الدراسات والأبحاث ، أن مرحلة الطفولة المبكرة في حياة الطفل تشكل الملامح الاساسية لشخصيته ، وترسم الخطوط العريضة لما سيكون عليه مستقبله ، ففي هذه المرحلة يحاول اكتشاف كل ما حوله ويتعرف على البيئة المحيطة به ، ويفحص كل شيء تقع عليه عيناه ليكون بذلك قاموس مدركاته. ويقول الخبراء ان الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الأطفال مصدرها الأساسي (الظروف والبيئة المحيطة) فالطفل الذي لا يجد البيئة التي تشبع له احتياجاته ، يعاني الجوع العاطفي ويشعر بأنه غير مرغوب فيه فيصبح سيء التوافق مضطرباً نفسياً. أما الطفل الذي يجد الحب والحنان من والديه فيشعر بالسعادة ، والطمأنينة والرضا ، فالطفل بطبيعته يستطيع ان يلمس هذا الحب في بسمة سعيدة أو في نظرة حب تشعره بدفء الحياة وجمالها. والطفل بحاجة إلى الشعور بالاطمئنان والأمان والهدوء النفسي داخل أسرته ، فهي التي تحميه من أي مخاوف أو متاعب يشعر بها والطفل حين ينظر إلى والديه يقتدي بهما وعلى خطواتهما يسير ومنهما يتعلم الحب والخير والحنو والصدق والالتزام. والطفل دائماً يقارن بين ما يقال وبين السلوك الحقيقي فاذا وجد تناقضا ، وبين ما يقال له وما يتم عمله بالفعل ، يصاب بالتمزق والاضطراب النفسي ، ويفقد القدرة على التوازن والتمييز.