والله لقد رفعت رأسي عاليا ككل سعودي وعربي وأنا استمع إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يلقي بكلمته ونيابة عن الشعب السعودي هذا الملك المتواضع الصادق مع نفسه ومع شعبه ومع العالم كله الذي يفضل الإستماع إلى كلماته ويثق بها لأنّ العالم يعرف أنّ ملك الإنسانية دائما صادق في حديثه ماأجملها من لحظات اشرأبت الأعناق إليه وهو يدعو جميع إخوته العرب إلى الدخول إلى قلبه الذي لم يخرجوا منه أبداً متسامحا غفر الإساءات وكل العبارات التي قد يتصور البعض أنّها توغر الصدور إلاّ أنها في قلب ملك القلوب المتسامح دائما والباحث أبداً عن خير الأمتين العربية والإسلامية . ضعف الذاكرة أمر طبيعي مكتوب على كل البشر مع مرور السنين وتقدمهم في العمر فتبدأ عملية النسيان وعدم تذكر بعض الأمور الهامة في حياة الإنسان والبعض يعتبرها نعمة كبيرة من الله حيث تبدأ الحوادث المأساوية في حياة الإنسان وصورها بالإضمحلال حتى تتلاشى تماما ولم يعد لها أثر حيث يأتي وقت تنعدم فيه كل الصور والذكريات وهذا شيء طيب في مقياس بعض المصائب التي لو ظلت عالقة بذهن المرء لربما تسبب له الإكتئاب والإحباط والقهر والموت كمدا وحزنا ومع مرور السنون واختفاء عدد كبير من البشر إمّا لكبر السن أو القتل أو الحروب والدمار فيقل عدد أصحاب الذكريات السيئة حتى تصبح كأنّها لم تكن . أمّا الويلات واالمصائب التي تصيب الشعوب فهي موجودة في ذاكرة التاريخ لايمكن أن تختفي حتى لو غيب الموت البشر الذين عاصروا هذه الويلات لأن السيد تاريخ قد دونها بكل تفاصيلها وحذافيرها وأشخاصها والصالحين والطالحين حتى ولو حاول المتسببون بها تلميع صورتهم أمام التاريخ الذي يدون بكل نزاهة ولايعرف المجاملة خاصة في مصائر الشعوب والدول ولكن مع الأسف إنّ الشعوب العربية مسكينة طيبة القلب تحسن الظن والنوايا بأعدائها قبل أصدقائها وهذا نوع من السذاجة . التاريخ يقول ان العرب لا يتذكرون حتى الأحداث القريبة ، ألم يتأكدوا أنه مع قدوم كل رئيس أمريكي جديد يبدأون بفقد أراضيهم ويتعرضون لكل ويلات الحروب والدمار حيث أنّهم حقل التجارب لكل الأسلحة التي تقوم أمريكا بصنعها ولن يجدوا أرضا أفضل وأضعف من الأراضي العربية حيث أنّ أهلها [ لاينشوا ودائما يهشوا ] ويعبرون عن غضبهم دائما بالصراخ والخطب والشعر بقصائد الألم والحزن تصور حالة الضعف الحقيقي نتيجة تفرقهم وابتعادهم عن كل أمل قد يقودهم إلى النصر ويصغون بكل انتباه لخطب الرئيس الأمريكي المنتخب ووعوده للعالم بمزيد من الحرية والديمقراطية ومساندة الشعوب المغلوبة على أمرها والتي يفهم العرب أنّه يقصدهم ..ولكن يقصد اسرائيل كغيره من الرؤساء السابقين .. ثم صمت السيد ناريخ برهة ليست بالقصيرة ثم صاح وكأنه انفجر قل لهم ألا تتعظون وتستيقظون ألا تخجلون ؟؟ فلم يعد موجودا.. غصن الزيتون؟!! مكةالمكرمة – ص.ب 9708