كغيري من نساء هذا البلد، أتساءل للمرة المليون، كيف يحدث ما يحدث، ولماذا يحدث ما يحدث، وهل يعقل ما يحدث؟ للمرة المليون، أسأل كما تسأل غيري من النساء اللاتي هربت خادمات من بيوتهن، من السبب ومن المستفيد ولماذا لا يوجد حل حتى الآن. أنظر إلى التلفزيون وأشاهد الإعلانات التي تحثنا على المعاملة الحسنة، وأنا، من سينصفني؟ الخادمة التي دخلت بيتي، استقدمتها ودفعت للمكتب مبالغ طائلة، لم اقل لها مرة وجع، أو انتي ما تفهمي، لو قلت لها يا حمارة مرة ربما كنت شعرت بالعدل حين هربت، كل هذا اللوم لنا، وبالمقابل، كل هؤلاء الخادمات اللاتي يهربن من بيوتنا، الخادمات اللاتي لم يعملن سوى شهر أو شهرين، الخادمات اللاتي يهربن في الطريق من المطار إلى البيت، من يحاسبهن؟ من المستفيد من هربهن؟ العاملات اللاتي يهربن من المعاملة السيئة يهربن على بلادهن، أليس كذلك؟ أليس هذا هو المفترض؟ إذن كل هذه الأعداد من الخادمات الهاربات السارحات في الشوارع من يحاسبهن؟ سيلقى اللوم علينا أيضا، نحن النساء، ألسنا نحن الذين نستقبلهن في بيوتنا ليعملن عندنا، دائرة مغلقة، نحن الملومات في كل مرة، والجهات الأخرى، الجهات التي يفترض أن يقمن بمحاسبة كل هؤلاء الهاربات، لو عرفت كل خادمة تهرب أنه سيتم محاسبتها وأنها لن تعود مرة أخرى لهذا البلد، هل كانت تهرب؟ هل يوجد حل، حل آخر مسؤول، بعيد عن محاسبتنا نحن النساء اللاتي نستقدم الخادمات، ثم يهربن، ثم نجد من يلومنا بقسوة وشدة لأننا السبب، هؤلاء الذين يسكنون الأبراج العاجية ولا يعرفون ما نعاني، نحن السبب في هرب الخادمات، نحن السبب في كل هذه الأعداد من الخادمات اللاتي يسكن البيوت المشبوهة، نحن السبب في تفشي الرذيلة، نحن السبب في كل مصيبة. لكن السؤال لا ينفك يؤرقني، من المسؤول عن عدم محاسبة هؤلاء العاملات الهاربات، لماذا لا يوجد أي ضمان لنا، نستقدم الخادمة، ثم تهرب، الخطة محكمة في رأسها منذ تقدمت للمكتب في بلدها، ثم لا يوجد من يحاسبها، الكل يتعاطف معها، تذهب الأموال التي دفعناها هدرا، لا يوجد من نشتكي له، نحن الملومات، حتى لو هربت قبل الوصول إلى المنزل، حتى لو هربت لأنها تعرف أنها لو هربت فلن تجد من يحاسبها، حتى لو هربت لتعمل في بيت سيء السمعة، حتى لو هربت لتعيش مع شخص تعرفت عليه عبر هاتفها الجوال. مرة أخرى سأجرب، استقدام خادمة أصبح كشراء اليانصيب، يا تخيب، يا تجيب . [email protected]