إن أشد ما أخاف على أمتي أن يخرج العدو الصهيوني بتلك المجزرة دون حساب ولا رادع على جرم لم يحدث له مثيل في التاريخ.. فتضيع معه هيبة أمتنا ونصبح جميعا تحت وطأة هذا العبث الإجرامي . فتلك العصابة لم تحد لنفسها حدودا حتى الآن، فهم مولعون بالاستيطان وسفك الدماء لا غرو فهم قتلة الأنبياء. أما السلام يربكهم.. واستطلاعات الرأي داخل هذا الكيان السرطاني تشير معظمها إلى استمرار الحرب للإبادة. إن الصهاينة جنس إرهابي خبيث لا يراعي أي اهتمام للموازين الإنسانية والأخلاقيات. أما الموقف العالمي الآن بين مؤيد ومعارض، وآخر يجرم، ودول تدين، ودول تحفظت. أما أمريكا وكندا فهما تعارضان تجريم إسرائيل – والمكالمة التى وصلت بوش من سيده أولمرت عند انعقاد جلسة مجلس الأمن– كان لها أثرها على قرار مجلس الأمن (الأسير) لدى الأمريكيين، وكذلك الموقف المخيب من دول الاتحاد الأوربي التي ترفض إرسال محققين للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية.. لكن لا ننسى أدوارًا بطولية تسجل بمداد من ذهب ذلك الدور التركي المتمثل في شخصية رئيس الوزراء التركي أردوغان المستميت والعادل في الحرب على غزة. ودور الحزب الحاكم الأسباني النشط ومجابهته لإسرائيل سياسيا.. وموقف الرئيس الفنزويلي شافيز الرائع والذي لم يكن متوقعاً في طرد السفير من بلاده . إن المؤتمرات أصبحت وسيلة عاجزة وغير مجدية بحكم التجارب التي رأيناها مع أمريكا وإسرائيل فدائما ما تصطدم مع العنت الأمريكي , فبوش يريد استمرار المجرزة (ولبنان خير شاهد)!وبات على الأمة العربية والإسلامية الآن أن تقوم برسم خريطة صداقة جديدة للتمييز بين العدو والصديق فهذا قدرنا ولا مناص منه للتمسك بعزة الإسلام وكرامة الأمة وغيره نأبى، لذا يجب وضع أولويات المصلحة العربية فوق كل اعتبار، فما من شك أن هذا العبث قد فضح السياسة العالمية برمتها. فلقد أفرزت هذه المجازر عن أقنعة مخادعة لدول تربطنا بها روابط صداقة وتعاون في شتى المجالات وإذا هي تنقلب علينا وتساند تلك العصابة بسخاء في الوقت التي تجرم فيه مد يد العون لهؤلاء الفئة التي كتب الله عليها الدفاع لرد المعتدي المدجج بأسلحة أمريكية مستحدثة ومحرمة ليجري اختبارها في الجسد الفلسطيني والعربي "والفالوجا خير شاهد في السابق".. وبما أن أمريكا تسلح إسرائيل علنا بلا خجل فكان من الواجب علينا أن نفعل مثل ذلك مع الشعب الفلسطيني لكي يدافع عن نفسه وحقه الضائع.. وهنا سؤال: لماذا نراهن على السياسة الأمريكية وهي التي تستعدي العدو علينا وتلفظنا معنويا . ولماذا نلهث وراء التطبيع مع هذا العدو الصهيوني؟ لن تجد الإجابة إلا في كتاب الله.. يقول الله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وانظر معنى "لن" فهي تفيد تأكيد النفي فهم لنا بالمرصاد. ويقول الله تعالى: "ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير" (120 البقرة) فمن والاهم لا يجد نصرا ولا عونا من الله. ويقول الله تعالى: "بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل" (آل عمران 75) فهم لا يجدون حرجا في قتلنا ونهبنا وفعل كل ما يحلو لهم. ويحزنني ما انتهجناه من شعارات لا تجدي نفعا :"الاستنكار.. الشجب.. التنديد" بماذا تفيد هذه الكلمات وهل عندما يسألنا الله ماذا قدمتم لأخيكم المسلم؟ فهل تكون الإجابة لقد استنكرنا وشجبنا. لا بد إذاً من فعل شيء ملموس يحدث وقعا مؤلما للعدو.. وأتمنى عدم مد يد العون لإنقاذ المصارف الأمريكية فهي تدعم إسرائيل. كما أتمنى ألاَّ يتم انعقاد قمة عربية أو إسلامية في دولة ترفع العلم الصهيوني . خواطر: هل تصنف أمريكا بأنها دولة صديقة للعرب؟ وهل ما تم الاتفاق عليه بالأمس بين السيئتين الأمريكية والإسرائيلية استخفاف بالعرب وتجريم حماس والحصار من جديد؟ هل اعتقدت إسرائيل بأن رسالة (كارت الإرهاب) الذي قامت به مع غزة قد وصل للمفهوم العربي؟ وهل يكفي من العرب والمسلمين تجميد وتعليق العلاقات مع اسرائيل. أم يكون إلغاء هذا التطبيع وكافة أنواع العلاقات. وهل السلاح أصبح في يد المقاومة محرما عليها وحلال للمعتدي الصهيوني المجرم؟ فيما هذا للدفاع وهذا للهجوم مع التحفظ على نوعية السلاح؟ وهل نجحت إسرائيل في ايجاد شرخ في جدار الصف العربي والفلسطيني وأصبحت الأمة العربية كلها في غيبوبة تصب على هامة العرب ولا نعلم متى تفيق منها؟ وهل نفهم الآن ما قاله هتلر عندما سئل عن ترك جماعة من اليهود خارج محرقة "الهولوكوست" فقد قال : ليعلم العالم من هم اليهود ؟ ومضة .. إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم