ما أشبه الليل بالبارحة فقد تعودنا نحن العرب منذ عشرات السنين على العربدة الاسرائيلية في منطقتنا العربية فلا غرابة في ذلك فهي دولة لا تعرف السلام ولا تريده ولا تعترف به وكم من مرات وقعت معها العديد من الاتفاقيات فكانت حبراً على ورق فهي دولة استعمارية لا تحمل في فكرها ومعتقداتها غير الحرب والقتل والدمار والعدوان بالرغم من المواثيق والمعاهدات التي توقعها معنا فهي لا تعرف سوى منطق القوة والاعتداء على الغير والعمل على رقعة توسيع الدولة الصهيونية بحيث يكون حدودها من الفرات إلى النيل. وتلك حقيقة واضحة وضوح الشمس في تعامل ابناء صهيون ابناء القردة والخنازير مع عالمنا العربي منذ الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المقدسة والتي سلبت منا للأسف الشديد منذ ستين عاما القدس الشريف والتي بها اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والتي تشد لها الرحال. لقد فقد المسلمون المسجد الاقصى ولن يتنازلوا عنه ان شاء الله مهما طال الزمن أو قصر فما حصل مؤخرا في غزة من عربدة اسرائيلية وتدمير شامل وقتل وتشريد للشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي جريمة نكراء بل هي جريمة حرب بمعنى الكلمة تعلنها إسرائيل أمام انظار العالم بمنظماته وهيئاته وجمعياته دون احترام للمبادئ والمواثيق والأعراف الدولية. فبأي حق يحاصر شعب وحكومته المنتخبة انتخابا شرعيا حكومة حماس ليعيشوا ما يقارب العامين وتتقطع بهم السبل اللازمة للحياة فلا يصل لهم الماء والغذاء والدواء وفي كل يوم يموت الكثير منهم اطفال ونساء وشيوخ بسبب هذا الحصار الظالم والبغيض والذي لم يحصل لشعب على مر التاريخ القديم والمعاصر ووقف العالم متفرجا عليه دون احساس بهذا الظلم الذي يقع على شعب يرغب في العيش على ارضه كما يعيش باقي البشر آمناً مطمئناً وعلى تراب وطنه المغتصب من قبل شرذمة صهيون قاتلهم الله أنى يؤفكون. إن الحرب اللعينة التي قادها طواغيت صهيون أثبتت ان العدو الاسرائيلي لا عهد لهم ولا ذمة فقد انتهت مهلة التهدئة وكان من المفروض إنهاء هذا الحصار لا تمديده ولكن العقلية الصهيونية الحاقدة على العرب والمسلمين تؤكد يوما بعد آخر ان فرص السلام بين العرب والفلسطينيين لن تتحقق. ومن المؤسف ان العجز العربي بدا واضحا في هذه الحرب النكراء فكان موقفه سلبياً إلا من بعض التحركات الضعيفة جدا باستصدار قرار من مجلس الامن بإيقاف هذه الحرب وكان من المفروض التهديد بقطع العلاقات وإلغاء عملية السلام وفتح معبر رفح واللجوء لقرار المقاطعة الاقتصادية والعمل بها والعمل على نبذ الخلافات العربية والوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الطغيان واتخاذ خطوات ملموسة وقرارات حازمة في إعادة المقاطعة العربية للشركات التي تتعامل مع اسرائيل فالعرب لهم قوتهم متى ما اتحدوا وهم ضعفاء في فرقتهم فالعدو لا يعرف الا منطق القوة ويحسب لها الف حساب. ونحمد الله ان موقف حكومتنا في هذه الأزمة كان موقفاً مشرفاً منذ بداية الازمة من خلال تنديدها بالعدوان في مجلس الوزراء موضحاً بان اسرائيل دولة همجية لا تعرف للسلام معنى ومطالبين مجلس الامن بان يتحمل مسؤولياته في ايقاف هذه الحرب باسرع ما يمكن والعمل على تنفيذ المبادرة العربية والتي سبق ان طرحت لمعالجة القضية الفلسطينية وسارع قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإصدار أوامره السامية بتكوين جسر بري وجوي من المساعدات لغزة وفتح المستشفيات السعودية للجرحى والمصابين من اخواننا الفلسطينيين وامر حفظه الله بالمسارعة في تنفيذ حملة تبرعات لاخواننا المنكوبين في غزة بدأها بتبرعه بثلاثين مليوناً من الريالات.