لم نرَ وقاحة مثل وقاحة الصهاينة وهم يعتدون على غزة بأفتك الأسلحة وأحدثها حتى دمروا ولا يزالون يدمرون البنية التحتية لهذا الشعب الأعزل الذى لاحول له ولا طول إلا الاستغاثة وقتلوا منه المئات وجرحوا الآلاف حتى الأطفال والنساء لم يسلموا من هذه الوحشية البربرية النتنة بعد أن حاصروه حصارا عنيفا كي يجوع ويعرى ولم يكتفوا بذلك بل أوصلوه إلى الانتقام لنفسه بوسائل متواضعة وبدائية ولابد للفعل ردة فعل هذه هي قوانين الحياة البيولوجية وهم أي الصهاينة يعوون ذلك وتعمدوه بخبث شديد ليأخذوه ذريعة يبررون به جرائمهم أمام ذاك العالم الغربي الجبان الأخرس الذى يجرى خلف مصالحه المشبوهة وديدنه الاستعماري الذى وعته الشعوب العربية من بوادره الأولى ليصبح الحكم الوحيد فى خياراتها هو الاحتكام إلى الذات ومن عجائب الزمن فى عصابات الفساد الصهيوني أنهم يعتبرون أنفسهم أهل فلسطين وأنهم مظلومون من العرب واستطاعوا بهذا المكر والخداع بمعاونة من هم على شاكلتهم أن يقنعوا الشعب الامريكى المغلوب على أمره أن يصدقهم فى حججهم الواهية ومن هنا جاء الدعم اللامحدود من أمريكا لدولة الكيان الصهيوني الغادر بينما الصهاينة يغدرون بالشعب الامريكى ذاته يعاونهم فى هذا عصابة الصهاينة الذين وصلوا بالغش والخداع إلى سدة الحكم فى أمريكا ولو نظرنا بإمعان فى الكيان الصهيوني وخاصة تلك الوسائل التى انتهجها وينتهجها نجدها مبنية أساسا على الكذب والمراوغة والتضليل لكن كما يقال فى الأمثال العربية ( حبل الكذب قصير) . على هذا المحك نرى الوجوه تقلبت على جميع الأصعدة واختبر العرب الصديق قبل العدو ورؤا فيما بينهم أن الخلاف الذى دسه ويدسه أعداؤهم وعلى رأسهم قادة الكيان الصهيوني بنعومتهم الزائفة بات علنا لاغبار عليه وذلك ماكنا نبغي لتنقشع الغمة المنسدلة عن الوجيه العربي وان كانت هناك تيارات ترسخ فيها سوء الفهم والظن وخاصة ضد بعض الدول العربية نقول لهم ولمن لايزال غاضبا فى الشارع العربي وينعى الأمة العربية على رسلكم فحل الأمور الصعبة لايكون هكذا فما بالكم فى شدائدها واعلموا جيدا أن كل شاردة وواردة فى الساحة العربية وخاصة الملتهب ميها هومحسوب فى أدق الحسابات لدى قادتكم وكما ستكون النتائج محسوبة فالإقدام أيضا محسوب ومحسوب بعناية فلا يستخفنكم العدو بحماقاته وأنا بهذا لاالوم تلك المسيرات العربية وحتى العالمية مناصرة للشعب الفلسطيني كافة بل أوجه اللوم كل اللوم لؤلئك المعدودين فى الصف الثقافي العربي وخاصة عندما يتحاورون بألفاظ لامسؤولة ويقولون كلاما لمجرد الكلام لاطعم فيه ولارائحة إلا الخبث والتحريض وهم بمنأى عن خط النار الحقيقي الذى يكتوي به من فيها . أيها السادة الكرام كفانا خطبا رنانة وتوجيه التهم هنا وهناك واستباق الأحداث فى الانتقادات وغزة المجروحة تئن بل والشعب الفلسطيني قاطبة يحتاج لمن يقف معه قلبا وقالبا بالمساعدات العينية والنضالية والمالية واهم من هذا كله إسداء النصائح وإرشاد جميع فصائله للطرق السليمة لأنه فى هذا الموقف هو فى أمس الحاجة للفت أنظار الأمة العربية والإسلامية إليه كي يطمئن ويشعر انه ليس وحده فى محنته ويستعيد تفكيره الصحيح ويسير فى دائرة الضوء التى ترشده إلى كامل أهدافه. نعم تراهم جميعا وقلوبهم شتى ولا يقاتلونكم إلا من وراء حجاب هؤلاء هم الصهاينة ولاغرو فى هذا أن الشعب الفلسطيني وعلى رأسه أبناء غزة يدركون ذلك تمام الإدراك وقد سرني قول احدهم : لاتستطيع أمريكا ولاغير أمريكا أن تهزمنا فالله معنا وسيعيننا بعون من عنده : اصبروا وصابروا وجاهدوا فى الله يا أبنائنا ويا إخواننا فى فلسطين وفى كل بقعة منها فإن الله معكم ثم قلوبنا ودعاؤنا يصاحبكم ولستم وحدكم فكلنا غزة وكلنا فلسطين لكنى بهذه المناسبة ادعوكم جميعا شيبا وشبابا جماعات وأفرادا فصائل وألوية لاتعيروا أسماعكم لغير أمتكم العربية والإسلامية وان تختاروا تلك النداءات الموجهة إليكم ففي البعض منها وخاصة تلك الأجنبية التى تتاجر بكم وبقضيتكم بل وتعدت ابعد من ذلك فى إلهاب الشعوب العربية على حكوماتها عن طريقكم ليختلط الحابل بالنابل وتضيعوا وتضيع قضيتكم وتذهبوا وتذهب ريحكم وبالتالي تضيع حقوقكم أمام هذا السيل الجارف الذى لاتستطيعون لوحدكم مجابهته وأقول أيضا لتلك الأبواق المشبوهة كفاكم طنطنة ومزايدة إن كنتم تريدون مساعدة الشعب الفلسطيني فأثبتوا ذلك كما أثبته ويثبته العرب والمسلمين قادة وشعوبا. إما أن تدخلوا إلى الشعب الفلسطيني من الباب الرسمي أو أن تدعوه فهو أدرى بنظافة ما اعتراه من أشواك والله الموفق .. المدينةالمنورة : ص.ب:2949 Madenah-monawara.com