نحمد الله سبحانه وتعالى ونكرر له الثناء بأن هيأ لمملكتنا الكريمة - المملكة العربية السعودية - وشعبها الأبي - أعزهم الله - شمس الملوك وأرقاها ولي الأمر السامي/ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ثبته الله بأمره - فلا يختلف اثنان على تاريخ هذا الملك الكريم ذي البصيرة النافذة المتيقظة - فسبحان الله القادر المقتدر- الذي قيض له جنودًا مجندة وكشف له المكائد فأخمد فتنًا وكوارث كاد أن يعم شرها الأرض وإنسانها، فانطلق متوكلاً بأمر ربه معتمداً عليه ينشد السلام مطلقاً العنان لفكره ، متدبراً في حال أمته وأحوالها ممعناً نظره في أسباب خلافها وتباغضها مما أدى إلى تنافرها فكانت المؤتمرات المتلاحقة الموفقة التي أظلها الله ببركته - سبحانه - فمن قبلة العالم الاسلامي قاطبة مكةالمكرمة أطلق نداءه ودعوته المباركة للحوار بين الأديان لتبيان حقيقة الإسلام وسماحته فتضافرت الجهود وبفضل من الله نجحت المؤتمرات نجاحاً منقطع النظير وحصد النجاح تلو النجاح فوقف له وصفق طويلا كبار عقلاء العالم وقادته وقد تبنت هيئة الأممالمتحدة هذا النداء فأثبت بالأفعال لا بالأقوال أن العقول المتفتحة التي تؤمن بالرقي والتطور في جو إيماني قادرة بتوفيق من الله على التشخيص ووضع الحلول الناجعة لإبراء الأمة الاسلامية من آلامها وعللها التي افتعلها أعداء الاسلام والسلام حفاظاً على مكاسبهم المادية ومصالحهم الدنيوية الزائفة. ويسعدنا أن نشيد بالجهود المباركة لوزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف ومنظمة رابطة العالم الاسلامي وجميع أعضائها والمنتسبين إليها على جهودهم العظيمة لإحقاق الحقوق وانصاف الاسلام وأهله والتعريف به كخاتمة للأديان والرسالات السماوية بأوضح الطرق وأقربها الى الله - سبحانه وتعالى - لسعادة الإنسان وحفظ الأوطان وأمنها، فأعظم درجات الوجود هي الاهتداء إلى الله سبحانه وتعالى ولم تتوقف الجهود الخيرة عند هذا الحد بل جاوزتها إلى الاهتمام بالأوطان وجميع المسلمين والعناية بهم والاهتمام بتعمير المساجد واستضافتهم في المؤتمرات الاسلامية وتأتي هذه الجهود المبهجة من لدن خادم الحرمين الشريفين بعد أن أنار مملكته بالعلوم النافعة وأصلحها بالأعمال الخيرة وحصنها بالعدل والتقوى فتعلمنا منه نحن أبناء شعبه كيف يكون حفظ أمن وبناء الأوطان فزرع فينا الثقة في الذات وفن ثقافة الاختلاف وأدب الحوار الفكري وابداء الملاحظات ووجهات النظر الشخصية "النقد الانطباعي" في حدود الأدب والاحترام والبعد عن الساقط من الألفاظ في الأقوال وعدم قذف الشخصية المنتقدة، بل بالتركيز على سلبيات الأفعال مع تقديم الحلول المقترحة إن وجدت. فحرية الرأي وفق منطق العقل والكتاب والسنة حق للمواطن محفوظ لدى الدولة - أعزها الله - بأمر خادم الحرمين الشريفين، ولا ننسى أن نذكر بأن هناك أمورًا يجب التوقف عندها ويمنع تجاوزها، فدائرة الحكم ومجلس القضاء الأعلى وهيئة كبار العلماء خطوط حمراء لا يحق لأي ناقد قاصر معرفة التطرق أو قذف المنتسبين إليها، أو ابداء الرأي فيها، فهي دوائر محظورة، وكما قلنا تختص فقط بولي الأمر السامي - حفظه الله - وهذا الأمر يستظل مظلة قول الملك الحق : "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" فهم من خيرة العلماء والرجال بفضل الله أولاً ثم لمقدرتهم العلمية ومكانتهم الجليلة، فهم موضع احترام وتقدير وثقة ولي الأمر- حفظه الله - فالمؤتمرات العلمية والفكرية والاسلامية التي تتمخض في كل عام مع قدوم موسم الحج واجتماع الصفوة من علماء المسلمين في أطهر بقاع الأرض وأشرفها، لا بد أن تفرز بديع الأفكار وجليل الأعمال تحتويها طهارة المكان وتظلها روحانية الإيمان. وأخيراً.. يجب علينا الاعتراف وبفخر فنقول: إنه في بداية حكم الملك عبدالله - ثبته الله بأمره - اختلف معه البعض على الصغائر لعدم تمكنهم من تفسير بعض الأشياء التي تفوق قدرتهم العقلية وطاقتهم الروحية فغابت عنهم حقيقتها ولم تُدرك الحكمة من غايتها، فقضت الأيام بصحة نيته وصدق رؤيته ومقولته "حكمة الكبار..لا علم الصغار" فخيب الله توقعاتهم وتبخرت آمالهم وساءت ظنونهم فسبحان القائل "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" وقال أيضا "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" ولذلك فإنه يجوز لولي الأمر ما لا يجوز لغيره، فحقّاً وصدقا كانت له رؤاه البعيدة وبصيرته النافذة بفكره المتألق ومكانته السامية فلا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظه ويمتعه بالصحة والعافية وأن يديم عزه وظلاله على مملكته السامية وشعبه الراقي تحت راية الاسلام العالية وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار في ظل حكمه الميمون وعمره المديد ورأيه السديد فاللهم احفظ الإسلام وأمته وأكرمهم بجزيل عطاياك ووافر نعمتك ومُن عليهم ببركتك وظلال رحمتك إنك سميع مجيب.. وبالله التوفيق