في هذا العام كانت الذكرى الثامنة والسبعين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، هذا اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - توحيد المملكة . والمتأمل في هذه البلاد ، وتاريخها منذ عهد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله -، ومروراً بحكامها في الدولة السعودية الأولى والثانية ، وحتى عهد الملك عبدالعزيز ، وأبنائه من بعده ، يلمس ويرى تميزاً لهذه البلاد عن غيرها مع كل الاحترام لكل أوطان المسلمين ودولها لكن المملكة دولة التوحيد بحق وصدق قولاً وعملاً ، تنظيماً وتطبيقاً ، فعلى مدى القرون الثلاثة الماضية كانت راية التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، وتحكيم كتاب الله الكريم ، والسنة النبوية ، شعاراً وأساساً ، وهما مناط الحكم والتشريع والقضاء والعلاقات بين الحاكم والمحكوم . ويشهد التاريخ أنه لا يماثل بلادنا المباركة في هذه الأوقات المتأخرة أي بلد إسلامي في العناية بالكتاب والسنة قولاً وعملاً ومنهجاً ومقصداً وحكماً وتحاكماً وخدمة لهما ، ولا في شعار بلادنا كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولا في التشرف بإطلاق لقب "خادم الحرمين الشريفين" على ملوك هذه البلاد ، ولا في العناية بشؤون الحرمين الشريفين ، وزوارهما ، أو العناية بطباعة كتاب الله ، وترجمة معانيه بمختلف اللغات ، وتوزيعها بالمجان ، ولا في العناية بشؤون المسلمين ، ونصرة قضاياهم ، ودعمهم مادياً ومعنوياً، ولا في بناء المساجد والمراكز الإسلامية .. ليس هذا فحسب ، بل كانت دعوة التوحيد وأئمة التوحيد دائماً وأبداً تنطلق للحث على صفاء العقيدة ، ونقاء التوحيد ، ونبذ الشرك والابتداع ، والحث على وحدة الأمة ، والاجتماع على هذه الكلمة ولا يمكن للأمة أن تجتمع إلا على التوحيد , فما فرّقها إلا البدع والخرافات والانحراف عن شرع الله تعالى. ولعلي أستشهد بمرجع علمي مهم لم يعط مع الأسف حقه من العناية والبحث والدراسة ، ألا وهو كتاب "رسائل أئمة التوحيد" لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم ، هذا الكتاب قدم أنموذجاً لاهتمام أئمة دعوة التوحيد بالمجتمع المسلم ، وتعكس مدى إيمان أئمة هذه الدعوة بمبادئهم الإسلامية الصحيحة ، وعملهم من أجلها ، وصنع حياتهم بها ، وتوضيح منهج أئمة دعوة التوحيد ، وهو منهج السلف الصالح المبني على الوسطية بين الغالين والجافين . وكم أتمنى بهذه المناسبة أن تقوم جامعات المملكة ، وأقسام الدعوة خاصة فيها ، على توجيه طلاب الدراسات العليا فيها بإعداد بحوث ورسائل علمية عن أئمة الدعوة ، وجهودهم أولاً في نصرة الدعوة ، وتحقيق رسائلهم وخطبهم . وعوداً على بدء ، أقول : ولا غرو أن يحمل قادة هذه البلاد ، وأئمتها رسالة alomari 1420 @ yahoo . com