ما أن تنتهي أمانة العاصمة المقدسة من رصف وتزفيت الشوارع والطرق العامة حتى نرى بعض الشركات والمؤسسات تنقض على هذه الشوارع في هجمة شرسة حفراً وتكسيرا للأرصفة وطبقة الإسفلت الغضة التي لم يمض على إنشائها بضعة أشهر . كل ذلك ما أجل تمديد بعض الخدمات مثل الهاتف والماء والكهرباء ولا شك أن هذه الخدمات ضرورية للسكان , ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو : لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الأمانة والبلديات والشركات والمؤسسات قبل تنفيذ مثل هذه المشروعات بوقت كاف . وقد كتبنا وكتب غيرنا عن هذه الظاهرة المزعجة التي انتشرت في بلادنا . وطالبنا الجهات المعنية وضع آلية لتفادي هذا الهدر المادي وحماية الشوارع العامة من هذا ( السرطان المزمن ) الذي تحدثه بعض الشركات بالشوارع دون رقيب ولا حسيب . وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة أن مقاولي شركة الكهرباء والهاتف وإدارة المياه والصرف الصحي ومتعهد إنارة الشوارع بمكةالمكرمة بعد إنهاء مهمتهم لا يسارعون بسفلتة الموقع بل يتركون الجزء العلوي من الحفرية عدة أشهر دون وضع طبقة الإسفلت وهذا مما يتسبب في إعاقة سير المشاة وإصابة المركبات بأضرار بليغة , كما لاحظنا ان المؤسسة المكلفة بصيانة الطرق والشوارع بالعاصمة المقدسة لا تقوم بواجبها كما ينبغي وكثيراً ما نلاحظها تقوم بإصلاح بعض الأجزاء التالفة في شارع ما وتترك أجزاءً أخرى لا تبعد كثيرا عن ذلك الموقع ومن ذلك على سبيل المثال فقط شارع الشوقية أمام مطعم اسكندر كباب وأمام تقاطع عيادات الفائز بالشوقية وجوار متوسطة شعاع المعرفة للبنين بالعزيزية . ومواقع أخرى لا يتسع المجال لذكرها . ولا ندري أين المسؤولون في إدارة المتابعة بأمانة العاصمة المقدسة والمراقبون في البلديات الفرعية من تجاوز الشركات الخدمة وعدم تنفيذها للاشتراطات بشأن إصلاح موقع الحفريات بعد الانتهاء من أعمال التمديدات . لقد كتبنا وكتب غيرنا أكثر من مرة في هذا الصدد ولكن دون جدوى . إننا نرجو من أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار حث المسؤولين في إدارة المتابعة بالقيام بواجبهم وإلزام المقاولين وشركات الصيانة بإصلاح الطرق والشوارع العامة والفرعية أولا بأول حسب المواصفات وتحذير الشركات من ترك الحفريات مدة طويلة دون إصلاح . والله المستعان . مكةالمكرمة ص ب 2511 - [email protected]