من قاعدة الاسلام وقبلته يرتفع صوت التحذير من مغبات التهالك بالرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن كأنه خطاب للمحصنات في خدورهن وللرجال من أصحاب الطبيعة المتخاذلة والتنبيه الى هذه المدنية المزيفة التي نعيشها في حاضرنا ممن يعتبرها البعض قاعدة للفضيلة فلبسوا لها أخلاقاً مغايرة لها يتسابقون معها الى مظاهرالتحرر والتسافل بها الى مستنقعات القبح والخروج عن الحدود الانسانية والاجتماعية والإعجاب بتغيير الموجب الذي يحمي لهم كرامتهم بالسالب لها بهدم كل القيم والتقاليد وثوابتها فينسفون بالخطأ الصواب كاختيار يتصاغر بهم على مرأى وسمع أهل الغيرة والشرف فيدين أولئك بجنايتهم على أنفسهم بظن انتصار باطلهم على الحق وتمردهم على فطرتهم بجاهلية مخزيات تمزق سلامة التربية وأصولها وفروعها باسم التطور الحضاري وتشكيلات نقصه وتغريراته ببحثهم عنه وانقلابه عليهم. ونكبات بعض القنوات الفضائية تفرض مجالاً لاجتراح الحياء في الرجل والعفاف في المرأة والمحاورة في أهم القضايا الزوجية بروح التشاؤم وسوء الأدب والانحطاط بما لا يحتاج الى تصريح يحمله إلينا برنامج تلفزيوني في واحدة من القنوات التي تخاطبنا بلغتنا العربية بفتنة قد تجذب الصالح وتزيد من مضاعفة انحرافات الطالحين بالفساد والشر ومرضى العيب. ولأن المرأة والرجل في رباطهما المقدس لا يمكن أن يتبرأوا من مروءاتهم وتشويه السعادة بينهما باشتباهات فيها من مبالغات تضعهم في مكان الخسة والرذيلة وكأنما أصيبت تلك العقول بالاختلال وبناء الحياة إنما يقوم على أسس الوفاء وليس غيرها كما يصورها السفه. ومساوئ الظنون حينما يكون الانسان أسيرها فإنه يترجمها الى تفسيرات يهزم بها الارادة الانسانية والأجدر أن يلعن بها شياطينه قبل أن يتغطى بستائر أحزانه وحريات عواطفه. ومدنيتنا وروحانيتها هما الأقوى بالامتلاء بالإيمان والأمان واعلان شهامة الرجولة وعزة الأنوثة والثبات بمبدأ الايثار والاحترام. وطبيعة من هم على غير ملتنا وأخلاقياتنا لاتنسجم تركيباتها ونزواتهم مع سلوكياتنا النظيفة من أي التباس وبها نكتب لغة طهارتنا بلسان أنفة الأمومة التي أنجبت الرجال. ونصيحتنا ألا نفسح لتلك القناة السيئة المجال بالسؤال عن مفاسد الأفعال.