عند دخولك علينا بذلك الحدب وبتلك النظرات المليئة بالرعاية والود والصدق أحسسنا بتلك الأبوة وبذلك " الاحتراق " الذي يملأ نفسك على " أمتك " التي أعطيتها وتعطيها ذوب نفسك وقوة صدقك . كان يوم أمس يوماً زاهياً بالصدق عندما أتيتنا ياسيدي غيمة " حب " تهطل في سمانا نشوة ازدهاء وكبرياء . أتيتنا ياسيدي نبرة حق عشنا بها ولها زمناً لا أزهى ولا أجمل منها . أتيتنا ياسيدي وجهاً صبوحاً نشرب تفاصيله حتى الثمالة فلا نرتوي منه أبداً . أتيتنا ياسيدي كفاً ممدودة بالخير والعطاء والبذل والتضحية فنشد عليها صدقاً وولاءً لايعرفه إلا الأوفياء وهم قلة ياسيدي في هذا الزمن " الرمادي ". أتيتنا أيها " الأب " باسماً كما عهدناك " حادباً " علينا كما ألفناك لتضم إلى صدرك الرحيم أمة ترى فيك النبراس الذي يضيء سبل الوئام حتى بات شعبك أمة واحدة لا تعرف للفرقة طريقاً او للتنابذ سبيلاً . أتيتنا ياسيدي في لحظة كانت من أجمل اللحظات إشراقاً في أيام كانت في حساب الواقع أكثر مرارة بما يحيط بنا من قسوة الخوف فأحلت ذلك الخوف أمناً وارتياحاً واطمئناناً فأنت ذلك الفنار الذي تلتقي تحت صاريته كل السفن الباحثة عن الاتجاه الصحيح ملاذاً اذا ما ادلهمت بها أمواج البحار والمحيطات . أتيتنا أيها الكبير لتعطينا من ذاتك ذلك النصح الذي تصالحت عليه نفسك فلم تعرف له بديلاً فكانت كلماتك هي " المرهم " الذي داوى جراحنا . أتيتنا ياسيدي بكل حضورك الرائع ليغمد أولئك الحاقدون سيوف حقدهم في حناجرهم ولتخرس ألسن أولئك " النابحين " في دهاليز الظلام والظلم فكنت " الفارس " الذي تتساقط أمامه قلاع الظلم والظالمين . أتيتنا ياسيدي بكل عنفوان الحق عندك وأنت أكثر إشراقاً لتملأ نفوس محبيك من أمتك الإسلامية والعربية التي باتت تعشق صدقك لها وحرصك على مصالحها وشجونها وشؤونها . هكذا أنت ياسيدي أتيتنا وكأنك ذلك " الجَرَّاح " الذي يعرف مواطن الداء في عملنا فرحت " تشرحه " بمشرطك النافذ .. وترش عليه من " أطايب " دوائك ليشفى ويستقيم كل شيء بإذن الله