الأحمدية فرقة نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية وأسسها رجل يدعى " ميرزا غلام أحمد " القادياني نسبة إلى بلدة " قاديان " في إقليم البنجاب حيث وضع أسس جماعته عام 1889 م، عندما صرح أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، وأنه نبي مرسل بعد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقد تمتعت هذه الفرقة بدعم الإحتلال البريطاني في الهند بعد إعلانهم أن الجهاد قد إنتهى بظهور المسيح المنتظر، وبذلك تحقق للمستعمر الإنجليزي مبتغاه بإبعاد المسلمين عن عقيدة مقاومة المحتل، وبعد وفاة مؤسسها في عام 1914 م تعرضت الفرقة للإنقسام، أحدهما " القاديانية " وهى لا تنكر صراحة أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء، والأخرى " الأحمدية " في لاهور والتي تدعي أن مؤسسها نبي مجاز، وأنه المسيح المنتظر، وأنه المهد والمصلح، وأنه المجدد المبعوث على رأس القرن الرابع عشر الهجري، وأنه عيسى عليه السلام هو إبن " يوسف النجار " ويرون أن المسيح قد مات في " سريناجار " بالقطاع الهندي من كشمير ميتة طبيعية، وأنهم لا يؤمنون بمعجزات الأنبياء، ويعيش أتباع هذه الفرقة في كل البلدان التي يوجد بها مهاجرون من شبه القارة الهندية، ويقدر عددهم من 5 إلى 10 ملايين نسمة، وهناك قناة تليفزيونية جديدة باسم الأحمدية وتعتبر العربية وهى قناة تدعو للتبشير بالطائفة الأحمدية، ) (MTA 3 القاديانية من أكثر الفرق إثارة للجدل على الساحة الإسلامية، وقد سبق وأعلن البرلمان الباكستاني في عهد رئيس الوزراء " ذو الفقار علي بوتو " قرارا بحظر نشاط هذه المجموعة وبإعتبارها دينا خاصا كالهندوسية، ولم يعد أتباعها في نظر السلطات الباكستانية من المسلمين، وكان لهذا القرار تبعات حيث رفضت السعودية منذ ذلك العام أداءهم مناسك الحج بإعتبارهم ليسوا مسلمين، وأكدت كذلك منظمة المؤتمر الإسلامي رفضها لهذه الفرقة، كما أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى بأن أتباع هذا المذهب ليسوا مسلمين وأن المذهب لا علاقة له بالإسلام، ويرى أغلب فقهاء السنة والشيعة بأنهم هراطقة وخارجون عن الإسلام، كما صدر عن مجلس علماء الدين الإسلامي الاندونيسي وهو أعلى سلطة دينية فتوى تنص على أن الطائفة خارجة عن الملة، وكان العلامة أبو الأعلى المودودي قد أعلن بكفر هذه الطائفة طالما أنها تؤمن بنبي بعد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وقد إرتفع شأن هذه الطائفة في باكستان بعد الإستقلال، حيث كان منها أول وزير خارجية باكستاني " ظفر الله خان " وأمتلأت وزارته بأعضاء هذه الطائفة، وفي عهد رئيس الوزراء الباكستاني " ضياء الحق " إنتقلت زعامتهم إلى لندن، حيث يقيم بها رئيسهم الخليفة الخامس " ميرزا مسرور أحمد " والذي يبقى في هذا المركز طيلة العمر طبقاَ لنظامالطائفة . إن أمثال هذه الطوائف الزائغة عن الإسلام هي أشد خطورة في هذا الزمن . dr. mahmoud@ batterjee. com