* بعد ظهر يوم الخميس ثالث أيام العيد أورينا الصديق العزيز والحبيب السيد الأستاذ الكبير عبدالله بن عبدالرحمن الجفري مقبرة المعلاة بمكةالمكرمة بعد علل أصابته في القلب منذ بضع سنوات، وأخيراً في الكبد حتى نخلت هذه العلل جسده وبقية أعضائه رحمة الله عليه . * توثقت علاقتي بالسيد الحبيب منذ عقدين، حيث كنت في مهمة صحفية في أحد البلدان العربية، وكان هو والزميل الأستاذ علي الحسون رئيس تحرير هذه الصحيفة قد جاءا للمهمة نفسها وبرفقتهما الصديق الشاعر محمد إسماعيل جوهرجي، وكنت ذات يوم قد فتحت باب غرفتي في الفندق لتجديد التهوية في الغرفة، وكنت جالساً في الغرفة أمام بابها المفتوح، وفجأة وقف السيد الحبيب عند مدخل الغرفة حيث كانوا يسكنون في الفندق نفسه قائلاً: أتعرفني؟! فقلت له: وهل يخفى القمر! فدعوته للدخول، ومن ذلك اليوم توطدت علاقتي به رحمة الله عليه فأزوره في فيلته الواقعة في آخر شارع محمد نصيف بجدة، وكان رحمة الله عليه يحرص على زيارتي في مكةالمكرمة. * عرفته رحمة الله عليه عفيف القلب فلم أشاهده غاضباً، وعرفته عفيف اللسان فلم أسمعه يغتب أحداً، وعرفته عفيف القلم فلم يكتب مقالاً يستجدي أو ينزلف فيه بهدف مصلحة خاصة به، وعرفته عفيف اليد فهو لا يحب أن يغشى المجالس المخملية حتى لا يتهم بأنه يتوسل أو يتهافت على المادة، ولم يبع قلمه مثل بعض الكتبة والشعراء. * وبرحيله فقدت البلاد واحداً من أعلامها البارزين في عالم الصحافة والأدب وفارساً جال في ميادين الكلمة (صحافة وقصة وأدب وثقافة وحوار) وقد ترك بصمات واضحة في مسيرة الصحافة والأدب. * وكم كنت أتمنى تكريمه في حياته في مثل مهرجان الجنادرية، ولأنه كان رجلاً حريصاً على كرامته فإنه لا يطالب بما يستحق، لأنه يؤمن بأن من يستحق لا يطالب بحقه. * أحر التعازي وأصدق المواساة للسيدة ملهمته زوجته ولأبنائه الكرام وجدي وإياد ونضال وبناته زين وعبير والعنود ولأسرته وأصدقائه ومحبيه كافة و(إنا لله وإنا إليه راجعون). قبسة: طب يا أبا وجدي فذكرك خالد في كل قلب حالم الدفقات الشاعر محمد إسماعيل جوهرجي مكةالمكرمة: ص ب: 233 ناسوخ: 5724333