يأتي الصيف و معه الإجازة فينتهزها الكثير من الناس للسفر إلى أماكن أخرى هرباً من الحر أو لينشدون التغيير، ويقضون مدة يجددون نشاطهم ويستمتعون بكثير من الأماكن المختلفة والنشاطات المتنوعة وعلى رأسها الرحلات العائلية التي تضم الأبوين معاً والتي تجتمع فيها الأسرة سوياً، فربما يكون الصيف هو الفترة الوحيدة من السنة التي يتفرغ فيها الأب والأم " إن كانت عاملة " لأبنائهما من خلال الإجازة السنوية، فتخلو البيوت من سكانها لشهر أو أكثر، ويعم الهدوء بعض الشوارع وتترك الساحة للصوص الصيف !! منذ عدة أيام استعان أحد الجيران بجيرانهم الذين يقطنون خلفهم لمعرفة إن كانت كاميرات المراقبة التي تكشف الجوانب الأربعة المحيطة بالبيت قد سجلت عملية السرقة، جاءهم طالباً مساعدتهم، فقد سرقت حقيبة مليئة بالأوراق الهامة وصكوك الأراضي كانت موضوعة بجانب أخرى مليئة بالمجوهرات من غرفة والدته وهي تغط في نوم عميق، وبدلاً من أن يسرق حقيبة المجوهرات، سرق الحقيبة الأخرى، كان الحزن يعلو نبرات صوته والألم يتفطر من خلال كلماته وأعرب عن المُصيبة التي وقعت عليه وتمنى لو كان اللص قد سرق حقيبة المجوهرات بدلاً من الأوراق . وعند مراجعة الكاميرا في يوم السرقة رصد اللص وهو يقفز من فوق السور وعلى ما يبدو أنه اكتشف عند مُعاينته المنطقة قبل التنفيذ أن هذه الشوارع الأربعة تحيط بها الكاميرات من جميع جهاتها، ولكن ذكائه خانه فقد صورته الكاميرات .. وهو يتسلق السور ويقفز في ساحة البيت، ثم تسلق ماسورة الصرف إلى الدور الثاني باشرت الشرطة البحث عن الجاني " عبر خادمة المنزل " ولكم أن تستنتجوا ما حدث بالتفصيل . يأتي الصيف، ويذهب الناس، ويظهر اللصوص، وتكثر السرقات، ويكثر من يدق الأبواب باحثاً عن وظيفة ، وعجائب الصيف كثيرة ونوعية اللصوص مختلفة، وما أكثر ما نرى ونسمع؟ في بعض ضواحي بريطانيا يتفق سكان الحي الواحد على مراقبة الشارع بوضع كاميرات استكشاف في أغلب بيوتها من أجل الأمن والحفاظ على سلامة السكان من اللصوص وفي حالة غياب أحد الأسر يقوم السكان الآخرين بحراسة بيته، فإذا دخل شخص غريب في المساء تسطع الأنوار في الشارع ويعلو صوت صفارة إنذار ويتمكن جميع السكان من رؤية الغريب ويتم نزع ملابسه للتحقق من عدم حمله أي سلاح !!ليت بيننا مثل هذا التعاون لمحاربة السرقات، ويمكن وضع قضبان من الحديد في كل بناية فقط بجانب مواسير الصرف لنسد منافذ دخول اللصوص إلى المنازل .