دعاء " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " . يقول الحق تبارك وتعالى : " كلوا واشربوا ولا تسرفوا " احتياج الانسان للغذاء ضرورة حتمية اذ يتوقف على هذا الاحتياج استمرار حياة الانسان الى ان تستوفى أجلها . لكن الانسان الذي ينساق وراء مطالب النفس ويلبي رغباتها دون كبحها، يسرف في مأكل ومشرب الى الحد الذي يتجاوز احتياجاته الفعلية، يطهو من الطعام اضعاف حاجته، الامر الذي يضطره الى القاء فوائض الطعام في حاويات المخلفات، ومثل هذا الاسراف يتكرر بصورة بشعة في الولائم والافراح يكون المدعوون خمسمائة ويقدم الطعام لأكثر من ضعيفهم، ثم يلقى الباقي وهو الأكثر في حاويات النفايات، بينما شعوب في بلدان اسلامية لا تجد وجبة طعام متواضعة بل البعض يبحث عن حفنة من حنطة أو ذرة يسد بها أوده، فلا يجدها، وما أكثر المشاهد التي ينقلها الاعلام المرئي لاجسام كأنها الاشباح بفعل الجوع ولأطفال يموتون على صدور امهاتهم لأنهم لا يجدون ما يقيم أودهم، فيسقطون وتسقط الأمهات الى جانبهم . ان المبذرين وصفهم الله بالشياطين، وتلك ذروة التحذير من الانفاق غير الرشيد، وليس معنى اليسر ان ينفق الانسان دون بصيرة، فإن كان لديه فائض من رزق فليعطه محرما وينقذ به ملهوفا، وحسبنا الله ونعم الوكيل .