بعد أن قضت محكمة أراباهو البارحة الأولى، بخفض عقوبة السجن الصادرة بحق الطالب السعودي المبتعث للولايات المتحدةالأمريكية حميدان التركي، بتهمة إساءة التعامل مع خادمة، من 28 عاما إلى ثمانية أعوام، فقد تبقى للإفراج عنه ثلاثة أعوام وستة أشهر، بحكم أنه أمضى في السجن أربعة أعوام وستة أشهر. وذكر شهود عيان أن المحاكمة بدأت عند الساعة السابعة من صباح أمس الأول، بتوقيت ولاية كلورادو (الواحدة ظهرا بتوقيت الرياض)، واستمرت ثلاث ساعات، وقبل انطلاقتها بدقائق دخل التركي مقيد اليدين، في حالة صحية جيدة، مع انتشار الشيب في رأسه مقارنة بالمرة الأخيرة التي ظهر فيها قبل عام، وبدأت الجلسة بتلاوة قاضي الاستئناف للحكم السابق الذي صدر بحقه، وهي العقوبة بالسجن مدة 28 عاما، وأفاد أنه تسلم من محامي الدفاع مذكرة بالطعون الناقضة للحكم، فأتاح المجال للمحامي أن يقرأها في الجلسة، وبعد مداولات ثلاث ساعات، تخللها استجواب الحميدان ذاته ومناقشة المذكرة التي تقدم بها المحامي، أقر رئيس الجلسة بقناعة قضاة الاستئناف بأحقية ما ورد في المذكرة، ليعلن خفض عقوبة السجن إلى ثمانية أعوام، مع حساب المدة التي أمضاها في السجن منذ سنة 2006م. وتتطلع أسرة حميدان التركي لاستفادة والدهم من اتفاقيات تبادل السجناء بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، لقضاء ما تبقى من محكومية في الوطن. وقال المتحدث باسم أسرة حميدان التركي فهد النصار أمس «إن الحكم المخفف لم يرق إلى تطلعات هيئة الدفاع وأسرته، حيث كنا نتطلع إلى الاكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن»، لافتا إلى أن القضية أعيد النظر فيها لوجود أخطاء قانونية أدت إلى مضاعفة الحكم بشكل غير قانوني وذلك حسب إفادة القاضي مقارنة بالأحكام الصادرة في قضايا مماثلة. وأضاف النصار: أخذ القاضي في الاعتبار عددا من المبررات الأخرى منها رسائل الفيديو الموجهة له من والدة وزوجة وأبناء حميدان التركي وطالبوه فيها بإنهاء معاناتهم، وكذلك رسالة سفير خادم الحرمين في واشنطن عادل الجبير التي أشار فيها إلى حسن سيرة حميدان التركي واهتمام القيادة والشعب السعودي بقضيته، وأنه يستبعد منه هذه الأعمال المتهم بها، كما أنه عضو فاعل في المجتمع. وأضاف من المبررات التي أخذ بها القاضي، رسالة مدير السجن السابق الذي أثنى على أخلاق التركي، وأنه كان متعاونا ومشاركا في برنامج تأهيل السجناء للخروج من السجن وتسهيل انخراطهم في المجتمع. وأكد النصار أن القاضي قرر إمكانية دخول حميدان التركي للبرنامج التأهيلي للخروج من السجن بعد انتهاء محكوميته مباشرة. وبين أن قاعة المحكمة شهدت حضور أصدقاء حميدان التركي وأبناء الجالية الإسلامية والسعودية، ما اضطر العشرات إلى الانتظار خارج قاعة المحكمة طوال مدة الجلسة. يذكر أنه قبل أشهر عدة أطلق مجموعة من الشبان السعوديين حملة شعبية على الإنترنت بعنوان (أوباما أطلق حميدان) يدعون من خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لإطلاق سراح المعتقل السعودي حميدان التركي القابع في سجن ولاية كلورادو الأمريكية منذ أكثر من أربع سنوات. وشارك في مقطع الفيديو في الحملة عدد من الشخصيات السعودية البارزة يتقدمهم الشيخ سلمان العودة، الشيخ حسن الصفار، الإعلامي تركي الدخيل، نجيب الزامل عضو مجلس الشورى، اللاعب نواف التمياط وربى ابنة المعتقل التركي، وتفاعل مع المقطع الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية مليون مشاهد. يذكر أن حميدان التركي مبتعث من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمرحلتي الدراسات العليا في علم الصوتيات، حصل على الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة دنفر في ولاية كولورادو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وواصل لإكمال مرحلة الدكتوراة. اتهم من قبل السلطات الأمريكية باختطاف خادمته الإندونيسية، وإجبارها على العمل لديه دون دفع أجرها وحجز وثائقها من جواز سفر وغيره، وعدم تجديد إقامتها، وإجبارها على السكن في قبو غير صالح لسكن البشر. أعتقل للمرة الأولى وزوجته سارة الخنيزان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، ثم اعتقل ثانية في الثاني من شهر يونيو (تموز) 2005 بتهمة إساءة التعامل مع الخادمة، واحتجازها في منزلهما، واحتجاز أوراقها الثبوتية. حكم عليه في 2006 بالسجن 28 عاما، يقضيها حاليا في سجن (لايمن) في ولاية كولورادو، وقد خسر آخر فرصة قانونية في البراءة بعد أن رفض قاضي محكمة ولاية كلورادو الطعن المقدم من فريق الدفاع؛ الأمر الذي يعتبر بمثابة انتهاء آخر فصول المحاكمة قضائيا ما يشكل نهاية مسدودة باستثناء آمال محدودة قانونيا تتمثل في اللجوء إلى المحكمة العليا. وفي 5/4/2010 رفضت المحكمة العليا طلب الاستئناف المقدم من هيئة الدفاع. عكاظ