يرعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة السابعة والنصف من مساء اليوم (الاثنين) حفل الإعلان عن الفائزين في المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكةالمكرمة والتي تعقد تحت شعار "بحب مكة نلتقي"، كما يفتتح سموه المعرض المصاحب وذلك بمتحف أبرق الرغامة بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بجدة. ويأتي هذا تتويج الفائزين بأفضل الأعمال التشكيلية لجداريات مكةالمكرمة التي أعلنت عنها في شروط المسابقة والبالغ عددها 12 جدارية، حيث سيمنح أربع فائزين في كل فئة من فئات المسابقة الثلاثة بجوائز قيمة بعد ترشيحات لجنة التحكيم، حيث بلغت جوائز المسابقة مليون ومائة وخمسة وعشرون ألف ريال (300 ألف ريال دولار) تم توزيعها على النحو التالي 4 جوائز كل جائزة تبلغ 30 ألف دولار لفائز في كل جدارية من الجداريات الأربعة من الفئة الأولى، في حين يمنح كل فائز في الفئة الثانية والتي تضم 4 جداريات 25 ألف دولار، أما الفئة الثالثة فسيمنح الفائز في كل جدارية من الجداريات الأربعة التي تضمها الفئة 20 ألف دولار. وأعرب معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على رعايته لهذه المسابقة واهتمامه بها، مؤكداً أن هذا ليس بمستغرب على سموه الكريم ودعمه المتواصل لمكةالمكرمة مهبط الوحي وقبلة المسلمين. وكشف معالي الأمين بأن الحفل الختامي للمسابقة سيتضمن توزيع الجوائز على الفائزين الذين قدموا مشاركات مميزة بناءاً على ترشيحات لجنة تحكيم دولية قدمت من فناني 22 دولة، مبيناً بأنه سيتم عرض أهم وأبرز الأعمال في معرض يبدأ من الثامن عشر من شوال وحتى السابع والعشرين من شوال، مشيراً إلى أن الأعمال التي ستعرض تعتبر من أفضل ٣٠٦ عمل تشكيلي شارك به الفنانون في المسابقة من كلاً من المملكة العربية السعودية، والجمهورية اليمنية، ودولة قطر، والعراق، والمملكة المغربية، وجمهورية الجزائر، وتركيا، وإيران، ولبنان، والأردن، وفلسطين، وسوريا، ومصر، وموريتانيا، والصومال، والسودان، وباكستان، وماليزيا، والصين، والهند، وايطاليا، والولايات المتحدةالأمريكية. وعبر معالي أمين العاصمة المقدسة عن شكره لرعاة المسابقة وهم شركة موبايلي الراعي الاستراتيجي، ومجموعة إيلاف للسفر والسياحة والفنادق الراعي البلاتيني، وكلاً من مجموعة علوان ومكتب أسامة عبدالله الخريجي محاسبون قانونيون واستشاريو أعمال رعاة ذهبيين، والخطوط الجوية العربية السعودية الناقل الرسمي، وكذلك جميع لجان المسابقة والعربية لتنظيم المناسبات ومنسوبي الأمانة على جهودهم في إبراز هذه المسابقة. كما قدم د. البار شكره للجنة تحكيم المسابقة والتي ضمت كلاً من معالي الدكتور المهندس محمد سعيد فارسي أمين جدة السابق رئيسياً، وعضوية كلاً من الأستاذ الدكتور مصطفى الرزاز أستاذ الفنون والمستشار لمدير مكتبة الإسكندرية للفنون من جمهورية مصر العربية، والأستاذ الدكتور فريد الزاهي أستاذ التعليم العالي للبحث العلمي بالرباط بالمملكة المغربية، والأستاذ الدكتور زول هايمي بن محمد زين أستاذ تاريخ الفن الإسلامي بكلية الفن والتصميم بجامعة مارا التكنولوجية بماليزيا، والأستاذ الدكتور ياعقوبا كوناطي أستاذ الفلسفة وعلم الجمال جامعة ابيجان بساحل العاج ورئيس رابطة الايفا الدولية لنقاد الفن التابعة لمنظمة اليونيسكو بباريس. من جهته أشاد معالي الدكتور محمد سعيد فارسي أمين جدة سابقاً رئيس لجنة تحكيم المسابقة بالأعمال الفنية المشاركة، مشيراً إلى أنها كانت ذات مستوى رائع حيث تنوعت فيها الأعمال وكانت حصة الأعمال المبدعة فيها الشيء الكثير، مضيفاً بأن أمانة العاصمة المقدسة وفقت في الخطوات التي اتبعتها للحصول على هذه النتيجة الجيدة بهدف تجميل مكة وتحسين ميادينها وفق خطة مستقبلية طموحه. فيما أوضح الأستاذ أسامة بن عبدالله الخريجي رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة من العربية لإدارة المناسبات بأن المسابقة نجحت في استقطاب أفضل الإبداعات التشكيلية في العالم لتجميل مكةالمكرمة وفق ضوابط تراعي خصوصية المكان ودوره الروحي والثقافي وأثره على البشرية عبر الزمان. وأشار الخريجي إلى المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكةالمكرمة تهدف إلى نشر الثقافة الفنية عبر أعمال تحكي الموروث الإسلامي لعاصمة الثقافة الإسلامية وأحب البقاع إلى الله قبلة المسلمين وملتقى تكامل الفلسفة الإنسانية, مبيناً بأن هذه المسابقة تؤكد جدارة مكةالمكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية على مر العصور، حيث جاءت بهدف تحويل أركان مكةالمكرمة إلى متحف مفتوح للفن الإسلامي فضلاً عن تنمية الذوق الجمالي للمجتمع. وقدم الخريجي تهانيه لأمانة العاصمة المقدسة بحجم المشاركات التي شهدتها المسابقة، مشيراً إلى أن مبادرة الأمانة بإطلاق هذه المسابقة مستوحاة من الخطة الإستراتيجية لتنمية منطقة مكةالمكرمة والتي تسعى لترتقي بالمظهر الجمالي لشوارع مكةالمكرمة وطرقاتها، مبيناً بأن الفن كان ومازال عبر التاريخ أحد أهم عوامل التواصل بين أجناس البشر، ومؤكداً أن مكةالمكرمة ومن خلال تاريخها ومكانتها لها دور في رفع وصياغة الحس الفني لمن ينعم الله عليه ويحظى بزيارتها فضلاً عن السكنى بها. وأوضح المهندس هشام بن عبدالرحمن شلي مدير عام تنمية الاستثمارات البلدية في أمانة العاصمة المقدسة عضو اللجنة التحضيرية للمسابقة بأن هذه المسابقة هي مسابقة مفتوحة استهدفت جميع الفنانين المسلمين من أنحاء العالم حيث تم الإعلان عنها على نطاق محلي ودولي وتم استقبال طلبات الفنانين وتسجيلهم واستقبال أعمالهم وتجهيزها لعرضها على لجنة تحكيم أولية والتي استبعدت الأعمال غير المستوفاة للشروط، ثم عرضت الأعمال المرشحة في المرحلة الثانية على لجنة التحكيم الدولية المكونة من رئيس وأربعة أعضاء رشحوا الأعمال الفائزة. وأكد م. شلي بأن هذه المسابقة أتاحت الفرصة للمواهب المتميزة عالمياً لتقديم فنً رفيع المستوى لخدمة مكةالمكرمة، فضلاً عن فتح منفذ للفكر التشكيلي لإنجاز أعمال عالميه وفق المفاهيم الإسلامية، وتنمية الذوق الجمالي للمجتمع بتشييد الأعمال الفائزة في المسابقة. وأبان م. شلي بأن فئات المسابقة تم توزيعها وفق معايير وضوابط محددة وواضحة حيث شملت مواقع الفئة الأولى جدارية جسر الملك خالد بالعزيزية امتداد شارع الملك خالد، وجدارية جسر الإسكان الثاني بالطريق الدائري الثالث، وجدارية جسر الحجون تقاطع شارع المسجد الحرام وشارع العتيبية، وجدارية جسر مواقف كدي - الطريق الدائري الثالث، أما مواقع الفئة الثانية فشملت جدارية الحجون بالمعلا باتجاه الحرم (مقابل مقبرة المعلا)، وجدارية الحجون بالمعلا باتجاه الزاهر (بجوار مقبرة المعلا)، وجدارية الحجون باتجاه المعابدة، وجدارية جسر طريق الملك عبدالعزيز بالعزيزية، في حين شملت مواقع الفئة الثالثة ثلاث جداريات بربع أطلع بالغزة امتداد شارع المسجد الحرام، إضافة لجدارية شارع المسجد الحرام. من جهته أشار الدكتور أحمد بن محمد رملي رئيس اللجنة الفنية بالمسابقة إلى أهمية المسابقة والتي تكمن في جماليات البيئة حيث أصبحت عنصراً مهماً في حياتنا بوصفه أحد وسائل المعرفة فضلاً عن كونها تقام لتجميل ميادين مكةالمكرمة التي هي مهد الحضارات والثقافات وملتقى تكامل الفلسفة الإنسانية، مبيناً بأن الفن ظاهرة اجتماعية يكتسب مفرداته التشكيلية والمعنوية من المجتمع والبيئة، لذا يبقى الفن دائماً مرآة تعكس ثقافات الإنسان على مر العصور رغم اختلاف بيئته وحضارته، وأضاف رئيس اللجنة الفنية بأنه من الطبيعي أن نرى أثر الفن في التفاعل الصادق بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها على هيئة ماثلة أمامنا وذلك عن طريق القيم الجمالية التي ينقلها الفنان ويترجمها لنا بأسلوبه وطريقته الخاصة، مشيراً إلى أن هذه المسابقة تساهم في الحفاظ على خصوصية الفن المكي. وعبر عضو لجنة تحكيم المسابقة الأستاذ الدكتور ياعقوبا كوناطي أستاذ الفلسفة وعلم الجمال جامعة ابيجان بساحل العاج ورئيس رابطة الايفا الدولية لنقاد الفن التابعة لمنظمة اليونيسكو بباريس عن سعادته بفكرة المسابقة والتي تم اختيار أعمالها بدقة وتميز حتى تتناسب مع المكان التي ستوضع فيه في ميادين مكةالمكرمة التي تعد مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية، وأبدى ياعقوبا إعجابه بفكرة المسابقة، مؤكدا أن ذلك ليس بمستغرب على المملكة العربية السعودية محضن الإسلام والتي عودتنا دائما على السعي الحثيث لخدمة الإسلام والمسلمين. من جهته أشار عضو لجنة تحكيم المسابقة الأستاذ الدكتور مصطفى الرزاز أستاذ الفنون والمستشار لمدير مكتبة الإسكندرية للفنون من جمهورية مصر العربية إلى أن أهمية المسابقة تنبع كونها ترتكز في قلب العالم الإسلامي، مشيراً إلى أنها لاقت قدر كبير من الاهتمام من قبل المنظمين الذي بذلوا جهدهم لتخرج المسابقة بالشكل اللائق لمكانتها، كما لاقت اهتماماً كبيرا من الفنانين الذين اقبلوا على المسابقة من مختلف دول العالم بأعداد كبيره وانعكس اهتماههم هذا على مستوى الأعمال الرفيع الذي شاهدناه خلال التدقيق في الأعمال المشاركة، كما أن هذه المبادرة سيتبعها بوادر أخرى لتعزيز المكانة الإنسانية لمكةالمكرمة في عيون العالم. فيما أشاد عضو لجنة تحكيم المسابقة الأستاذ الدكتور فريد الزاهي أستاذ التعليم العالي للبحث العلمي بالرباط بالمملكة المغربية بالمسابقة كونها تحتويها مكةالمكرمة بروحانيتها والتي تحمل كل المضامين الممكنة التي لا يمكن أن تضاهيها أي كتابة، موضحاً بأن المسابقة تؤكد تعدد صور الفن الإسلامي وتعدد منظور الفنانين وإبداعيتهم في الفن الإسلامي، وهذا ما دفع للتفاعل مع المسابقة من جميع الفنانين. أما عضو لجنة تحكيم المسابقة الأستاذ الدكتور زول هايمي بن محمد زين أستاذ تاريخ الفن الإسلامي بكلية الفن والتصميم بجامعة مارا التكنولوجية بماليزيا فأكد بأن المسابقة شهدت في دورتها الأولى مشاركة كبيرة بأعمال عالية الجودة تعكس جماليات البيئة، مبيناً بأن المسابقة نجحت في استقطاب الكثير من الأعمال التشكيلية لتحويل أركان مكةالمكرمة لمتحف مفتوح. يُشار إلى أن المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكةالمكرمة والتي تقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة تحت شعار "بحب مكة نلتقي" تتمحور على الاعتماد على تراث البيئة المكية من طبيعة المكان والعناصر المعمارية والمشغولات التقليدية مروراً بالتراث الإسلامي والعلوم الإنسانية والتطبيقات التشكيلية الزخرفية البنائية والهندسية وانتهاءً بأعمال الخط العربي، ولمزيد من المعلومات يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمسابقة (www.mbp-sa.com).