قالت مصادر صحيفة عربية ان مدير قناة "العربية" الإعلامي السعودي المعروف عبد الرحمن الراشد، ابلغ العاملين في المحطة انه قدم استقالته من منصبه. ورد الراشد على تساؤلات العاملين بالقناة حول اسباب الاستقالة بالقول انه قبل اساسا هذا المنصب لمدة سنتين فقط وان هذا هو مخططه من الاساس. وذكرت تقارير صحفية اليوم ان سبب استقالة الراشد من "العربية" ياتي بعد خلاف اثر بث القناة لبرنامج "الإسلام والغرب" يوم 23 رمضان، تم التطرق فيه لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما هي التسمية في المناهج الرسمية، وعلاقته مع محمد آل سعود، فوصف دعوة الشيخ ب "الوهابية" وهو الإسم الشائع لها خارج السعودية، وقال أحد ضيوف البرنامج أن الغرب وصم الاسلام بالإرهاب والتطرف والعنف بسبب الوهابيين وأضاف أن السعودية هي السبب في نشر ذلك، بينما قبل ذلك بقليل كتب الأمير سلمان مقالاً في جريدة "الحياة" يحذر فيه من الانسياق والوقوع في فخ من ينادي بمصطلح "الوهابية". جاء هذا بعد يومين من تردد الانباء عن "إيقافه" او"توقفه" عن الكتابة في صحيفة "الشرق الأوسط" التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق لأسباب لم يتم الإعلان عنها. وأثارت استقالة مدير قناة العربية العديد من ردود الأفعال السعودية داخل القناة حيث قدم الراشد استقالته في اجتماع التحرير اليوم, وذلك حسب ما أشار به الإعلامي تركي الدخيل على صفحته الخاصة في موقع "تويتر" ، وقال الدخيل أنه إذا تم قبول استقالة الراشد ,فإنه هو وعدد من زملائه في القناة سيقدمون استقالاتهم - ايضا- من العمل القناة وعلق الدخيل على صفحته في "تويتر" بقوله " كنت أتحدث مع بتال القوس على الهاتف, فان أجواء استقالات جماعية للسعوديين في القناة ستتبع استقالة الراشد, اذا تم قبولها . بداية من بتال القوس وتركي الدخيل", مؤكدا " سنترك قناة العربية ان تركها عبد الرحمن الراشد " . وكان الراشد قد انتظم ككاتب يومي في صحيفة" الشرق الأوسط" التي تصدر من لندن بعد توليه رئاسة تحريرها واستمر في الكتابة لها رغم استقالته منها وانتقاله لدبي إثر تعيينه مديراً لقناة "العربية" الفضائية. ويعد الإعلامي المعروف داوود الشريان أبرز الأسماء المرشحة لخلافة الراشد، غير أن اختلافه عن الراشد في جانب المحافظة يقلل من فرصه نسبيا، علماً بأن الشريان يتمتع بقبول أكبر لدى الإسلاميين. وذكرت مصادر صحافية أن الراشد بصدد تأسيس صحيفة إلكترونية على غرار تجربة الإعلامي السعودي عثمان العمير مع صحيفة '' إيلاف '' الإلكترونية، بحيث يكون من كتابها الرئيسيين . الجدير بالذكر ان التنافس بين القنوات الإخبارية العربية بدأ يشتد في الآونة الأخيرة، في وقت يستعد فيه الأمير الوليد بن طلال لإطلاق قناته الإخبارية الجديدة، وتستعد مجموعة أخرى لإطلاق قناتها الإخبارية من أبوظبي الأمر الذي يتوقع أن يلقي بظلاله على أداء القنوات الإخبارية الحالية، وذلك على عكس الصحف الإلكترونية حديثة التجربة في المنطقة. وجاء الراشد إلى الصحافة من خلال دراسته للانتاج السينمائي الذي درسه في أمريكا في الثمانينات، تولى بعد ذلك مكتب جريدة "الجزيرة" السعودية في واشنطن. بعد سنوات أصبح نائباً لرئيس تحرير "المجلة" السعودية الأسبوعية الصادرة من لندن، وبعدها بقليل أصبح رئيسا لتحريرها، حتى عُيّن رئيساً لتحرير جريدة "الشرق الأوسط اللندنية" العام 1998، واستقال منها في عام 2003 ليصبح مديراً لقناة "العربية" الاخبارية التي أنشئت ل"التصدي لقناة (الجزيرة)، ولتقديم خطاب بديل وعقلاني" حسب وصف مراقبون.