سعى الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي, مدير عام فرع هئية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة المكرمة، منذ عشرين عاماً، إلى منع المتشددين في السعودية من تغليف عقول بعض أفراد المجتمع، واصفاً إياهم بأصحاب توجهات وانتماءات فكرية وحزبية منحرفة. وأكد على أن الغلو والتشدد أصابا المجتمع السعودي بسلبيات بالغة الخطورة، جاء ذلك في حديثه لبرنامج "وجوه إسلامية"، الذي تبثه قناة "العربية" السبت 28 -7-2010. ويؤكد الشيخ الغامدي على أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحظى بدعم غيرِ محدود من أعلى سلطة في السعودية، إلا أن البعض، وحسب تعبيره، يتحدث وبصوت مسموع عن استغلال المتشددينَ العاملين في الهيئة لهذا الدعم من تجاوز للصلاحيات إلى مصادرة حريات الناس التي كفلها الدين الحنيف. وينتقد الغامدي بعض السلوكيات الخاطئة لمنسوبي الهيئة في بعض القضايا التي يباشرونها. ويرى أن الحس الشرعي المستنير المعتدل، والحس الإداري القائد المبدع، هما معياران لخلق بيئة عمل وسيطة لا غلو فيها ولا نفور منها. ويسعى الغامدي في عمله إلى تحديث نظام الهيئات، وتحديد أهداف الجهاز واختصاصه بدقة ووضوح، ووضع آليات لتنفيذ تلك الأهداف، ومن ثم اختيار الأمثل فالأمثل من المعتدلين الوسطيين لتنفيذ مهام الحسبة لتقليص الخلل الواقع في أعمالها. ويعتبر الغامدي تلك الأهداف بمثابة حلول جذرية لتحسين أداء جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعيداً عن مطالبات البعض المتكررة بزي موحد لرجال الهيئة. وقال إن جودة العمل في جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تقوم على مظهر فقط بل تتعداه إلى سلوك وفكر إداري متطور. ومن ناحية أخرى، يؤكد الغامدي على مسيرتِه وتتلمذه على يد مجموعة من الشيوخ والعلماء في فنون العلم المختلفة، مثل عبدالعزيز بن باز، ومحمد بن عثيمين، وأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، وأبو تراب الظاهري, وعبدالله بن جبرين، والشيخ محمد عبدالله الصومالي. وهو يرى نفسه طالب علم لا يكل ولا يمل بحثاً وتمحيصاً وقراءة في كل شؤون الحياة, فمكتبته الخاصة في منزله هي بمثابة التوأم لأبنائه, وقتاً ورعاية واهتماماً, لكنه بالإضافة إلى حرصه على غذاء روحه، فهو لا يبخل على من احتضنهم في بيته الخاص منذ سنوات كطلبة علم قدموا إليه لينهلوا من بطون كتب شتى حتى يتموا دراستهم, فهو وطلبته هؤلاء يقفون على مسافة واحدة من طلب العلم. وكانت آراء الغامدي حول عدد من القضايا الفقهية قد أثارت ضجة واسعة النطاق في السعودية، وأبرزها دفاعه عن الاختلاط حيث أورد أدلة فقهية تؤكد على أن التعاون بين الرجال والنساء كان واقعا في تاريخ المجتمع الإسلامي؛ وكذلك إجازته عدم إغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة.