تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى توسيع نطاق صفقة الأسلحة المقترحة مع السعودية بحيث تشمل طائرات مروحية مقاتلة ليرتفع حجم الصفقة من ثلاثين مليار دولار إلى ستين مليارا خلال عشر سنوات، حسب مسؤولين مطلعين. وقالت وول ستريت جورنال إن الصفقة ستكون أكبر صفقات الأسلحة التي تبرمها الولاياتالمتحدة في ما وراء البحار، رغم أن الحجم قد يشهد تغيرا لدى الانتهاء من المفاوضات بشأنها، كما يقول أحد المسؤولين. وأشارت إلى أن هذه الصفقة -التي تم التفاوض بشأنها سرا بسبب حساسيات المنطقة- هي جزء من إستراتيجية قادتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش، ووسعت نطاقها إدارة الرئيس باراك أوباما وذلك لتعزيز القوة العسكرية للحلفاء العرب بهدف تحقيق التوازن في القوى مع إيران. وكانت صفقة الأسلحة بهذا الحجم قد أثارت قلق إسرائيل من أن واشنطن تجازف بتقويض التفوق العسكري الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم قولهم إن الصفقة لن تتضمن بعض أنظمة الصواريخ التي تعارضها إسرائيل بشدة، الأمر الذي ساهم في تهدئة المخاوف الإسرائيلية. وتشير وول ستريت إلى أن إسرائيل تعتبر إيران عدوها الرئيس، ولكنها تنظر إلى السعودية باعتبارها عدوا محتملا في المستقبل يهددها. وحسب التفاصيل الجديدة، فإن الاتفاق بين البلدين يتضمن بيع الرياض سبعين طائرة مروحة مقاتلة من نوع بلاك هوك UH-60، وستين طائرة مروحية مقاتلة من نوع أباتشي بقيمة ثلاثين مليار دولار. وهذا الاتفاق الجديد يأتي مباشرة بعد الكشف عن خطة لبيع السعودية 84 طائرة من طراز "إف 15" وتحديث المقاتلات القديمة في الأسطول السعودي. ومن المتوقع أن تبلغ إدارة الرئيس أوباما الكونغرس رسميا في غضون الشهر المقبل بشأن الصفقة، غير أن بعض صناع القرار المقربين من إسرائيل قد يعلقون بعض أجزء الصفقة أو يسعون للحصول على ضمانات تحفظ التفوق العسكري الإسرائيلي. مسؤولون أميركيون أكدوا أنه يُمنع بيع الأنظمة الصاروخية التي لا تخدم الاستقرار في المنطقة أو التي تواجه معارضة سواء من قبل إسرائيل أو الكونغرس. ونسبت وول ستريت جورنال إلى مسؤولين قولهم إن طائرات إف 15 السعودية لن تكون مجهزة بما يعرف بأنظمة المواجهة وبأسلحة طويلة المدى المتقدمة التي يمكن إضافتها إلى المقاتلة بهدف استخدامها في العمليات الهجومية ضد الأهداف البرية والبحرية. وحسب مسؤول في المنطقة، فإن تقديم أسلحة المواجهة للسعودية اختراق للخط الأحمر لدى إسرائيل. وقال مسؤولون -رفضوا الكشف عن مزيد من التفاصيل- إن طائرات الأباتشي لن تزود ببعض الأسلحة التي تعارضها إسرائيل. ورجحت الصحيفة أن تزيد الصفقة السعودية من الضغوط على إسرائيل لشراء إف 35 المعروفة باسم جونت سترايك فايتر، بحيث تتسلمها بحلول 2015، أي في الوقت الذي فيه تبدأ السعودية بتسلم إف 15 الجديدة. يذكر أن السعودية تربعت على قائمة المشترين للأسلحة، حيث أنفقت 36.7 مليار دولار بين 2001 و 2008، حسب تقرير خدمات الكونغرس البحثية. وتسعى إدارة أوباما كذلك لبيع الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في الخليج أسلحة معقدة، وتوفير الدعم على مستوى أقل من ذلك بكثير للجيش اللبناني المصدر: وول ستريت جورنال