أعرب المثقفون والمثقفات السعوديون المجتمعون بالرياض في اللقاء الوطني للحوار الفكري "الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي السعودي" ، عن ألمهم الشديد ومرارتهم الكبيرة واستنكارهم لما تعرض له أسطول الحرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من سفك لدماء الأبرياء الذين آمنوا برسالتهم الإنسانية وجاءوا يحملون المساعدات لأهالي غزة الذين يعيشون حالة من الحصار والدمار. ورأى المجتمعون في بيان صحفي أمس أن مثقفي العالم أجمع مطالبون بوقفة إنسانية أقوى مع الإنسان في غزة والعمل لإيقاف الظلم ورفع الحصار وتحقيق العدالة لشعب ظل يعاني لعقود من العدوان والحرمان من حقوقه الأساسية. ودعا المثقفون والمثقفات السعوديون إلى أن تقوم المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم ومن أبرزها "الإليكسو" و"الإيسيسكو" و"اليونسكو" بدور أقوى لمنح أبناء غزة وفلسطين عامة حقهم الإنساني والثقافي والعيش في أمن وسلام ، من جهة أخرى واصل مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فعاليات اللقاء الوطني للحوار الفكري بشأن قضايا الخطاب الثقافي السعودي، الذي نظمه تحت عنوان "الهوية والعولمة في الخطاب الثقافي"، فيما بدأت الفعاليات مساء أمس الأول بالرياض ، بمشاركة 70 من المفكرين والعلماء والمثقفين والمثقفات السعوديات. وتناولت مشاركات المتحدثين والمتحدثات في اليوم الثاني من اللقاء موضوع العولمة والمجتمع السعودي في الخطاب الثقافي، وموضوع مستقبل الخطاب الثقافي وأكد نائب رئيس اللجنة الرئاسية بالمركز الدكتور راشد الراجح، في افتتاح الجلسة الثالثة أن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، تدعم نشر ثقافة الحوار وتعميقها في المجتمع. وأشاد بمداخلات المشاركين في فعاليات اليوم الأول من اللقاء، التي أسهمت في إثراء المواضيع المعروضة للنقاش، مستشعرين مسئوليتهم الثقافية والوطنية. وقال في افتتاح الجلسة المخصصة لمناقشة العولمة والمجتمع السعودي في الخطاب الثقافي السعودي: إن العولمة أصبحت ظاهرة عالمية، وأن مجتمعنا له خصوصيته التي يحرص عليها ضمن ثوابته الوطنية، وهي العقيدة الإسلامية، والوحدة الوطنية، والمرجعية السياسية للبلاد وتابع قائلا : على الرغم من تنوع المشاركات والآراء التي تضمنتها مداخلات الحضور، غير أن أغلب الآراء انحصرت في جانبين الأول الذي يرى أن العولمة أصبحت واقعاً ويجب الاستفادة منه، فيما يرى الطرف الآخر، أن العولمة الثقافية تعني هيمنة الثقافة الغربية على منجزاتنا الثقافية. وأوضح فيصل العوامي أن سبب تباين الآراء عند طرح موضوع العولمة والاختلاف حولها في خطابنا الثقافي يعكس مدى اللبس في مفهوم العولمة. فيما ترى الدكتورة منيرة القاسم في مداخلتها ، أنه لا يمكن الحديث عن الخطاب الثقافي السعودي بمعزل عن العولمة والمتغيرات التي أحدثتها في العالم، وأنه يجب أن ندرك أننا لا نعيش بمعزل عن العالم، ولذلك فأنه من الضروري الحفاظ على الهوية الثقافية والتمسك بها، في ظل تلك المتغيرات. وتحدثت نورة الشارخ عن العولمة في مفهومها البسيط، قائلة إنها بهذا المفهوم قديمة قدم الزمن، بسبب التعاملات التجارية وانتقال الأفراد من مجتمع إلى آخر، وأنها ليست ظاهرة جديدة على مجتمعنا المحلي، ولكن الجديد هو الآليات الحديثة للعولمة. من جهة أخرى أوضحت وفاء العمر أنه في ظل تطور وسائل الاتصالات والتقدم التقني الذي نعيشه ويملكه الآخر فإن تأثير الخطاب الثقافي المحلي ضعيف وحضوره محدود، وأن عولمة الثقافة أصبحت تعني السيطرة الثقافية. وتناول الدكتور علي الخشيبان الوضع الراهن في الخطاب الثقافي السعودي عند تناول موضوع العولمة، والهواجس التي تثار عند الحديث عن هذا الموضوع، ويرى أن الفرصة لازالت قائمة لإدارة علاقة الخطاب الثقافي السعودي بمهنية واحترافية، وأن العولمة تعني الشراكة مع العالم، ورأى أن على الخطاب الثقافي السعودي أن يكون شريكاً مؤثراً. كذلك أكدت الدكتورة دلال الحربي في ذات السياق أن العولمة ليست شارعاً باتجاه واحد، وأن المجتمع المحلي لديه فرصة جيدة لطرح ثقافته وهويته على العالم، والاستفادة من مظاهر العولمة.