«الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    جدّة الظاهري    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى
نشر في أزد يوم 29 - 11 - 2009

يصادف يوم غد الأحد الموافق للتاسع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطينى الذي اغتصبت أرضه وشرد أهله من قبل الكيان الإسرائيلي 0
وتؤكد المملكة العربية السعودية من جديد موقفها الثابت والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي جعل القضية الفلسطينية من أهم أولوياته وقدم العديد من المبادرات السلمية لحل القضية الفلسطينية وحل النزاع العربي الإسرائيلي والتي لقيت موافقة واجماعا عربيا ومساندة دولية حتى عرفت بمبادرة السلام العربية التي تقوم على انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967م واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة مقابل التطبيع مع اسرائيل .
وفى مثل هذا اليوم من عام 1947م أقرت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين معترفة للاسرائيليين بجزء من الاراضي التى احتلت من أهلها الشرعيين ومنذ ذلك اليوم والشعب الفلسطيني يقدم تضحيات كبيرة فى سبيل استعادة حقوقه واثبات عدالة قضيته ويناشد ضمائر العالم أجمع ويخاطب المنظمات الدولية والانسانية من أجل نيل حقوقه المشروعة 0
ووقفت قيادة الشعب الفلسطينى تنشد السلام ووافقت على قرارات الأمم المتحدة المتعلقه بالقضية الفلسطينية واضعة العالم أمام ضميره ليعيد الحق الذي اغتصب كما رحب الشعب الفلسطينى بجميع المبادرات الرامية الى اعادة الارض مقابل السلام 0
وتأتي ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام وسط تطورات متلاحقة في القضية الفلسطينية والصراع العربى الاسرائيلى فبعد مؤتمر مدريد للسلام فى الشرق الاوسط الذى بدأت مرحلته الاولى ‌واتفاقات اوسلو عامى 1993 و 1995 مرت القضية الفلسطينية بتطورات كبيرة حيث وقع الفلسطينيون والاسرائيليون عدة اتفاقات أبرزها توقيع اعلان المبادئ الفلسطينى الاسرائيلى/ غزة / أريحا / الذى تم فى واشنطن فى سبتمبر 1993 والتوقيع فى القاهرة فى الرابع من مايو 1994 على وثيقة تنفيذ اتفاق غزة / أريحا واقامة الحكم الذاتي الفلسطيني فيهما .
وفي الثالث عشر من الشهر نفسه تسلم الفلسطينيون السلطة رسميا فى مدينة أريحا وتم رفع العلم الفلسطينى على مقر القيادة العسكرية للمدينة بعد سبعة وعشرين عاما من الاحتلال الاسرائيلي لهما 0
وفي سبتمبر من عام 1995م وقع الجانبان الفلسطينى والاسرائيلى بالاحرف الاولى فى طابا بمصر على اتفاقية توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني فى الضفة الغربية المحتلة ثم وقع الجانبان عليه رسميا فى ذات الشهر فى حديقة البيت الابيض فى واشنطن 0
وجاءت هذه الاتفاقات بعد أن أيقنت حكومات اسرائيل السابقة والعالم أجمع أن منطقة الشرق الاوسط لن تعرف الاستقرار والأمن قبل ايجاد تسوية عادلة للقضية الفسطينية تستند الى قرارات الشرعية الدولية والى حق الشعب الفلسطينى فى ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة0
وازدادت المشكلات العالقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي مع‌استمرار اسرائيل كعادتها فى انتهاج اسلوب المماطلة والتسويف خاصة بعد تسلم حزب الليكود الاسرائيلى الحكم حيث رفض رئيس الوزراء الاسرائيلى الاسبق / نتنياهو/ موضوع اعادة الانتشار فى مدينة الخليل المحتلة بالضفة الغربية حسب الاتفاق الذى كان يتعين تنفيذه فى شهر مارس 1996م 0
وفي الثالث والعشرين من شهر اكتوبر 1998 رضخ / نتنياهو / لضغط المجتمع الدولى وتم توقيع اتفاق // واى بلانتيشن // فى واشنطن لاعادة الانتشار الاسرائيلى الا ان الجانب الاسرائيلى لم يلتزم ببنود الاتفاق وتملص من الجدول الزمني الذي تضمنه رغم إن موعد الرابع من مايو 1999م كان هو الموعد النهائي للتوصل الى اتفاق فى محادثات الوضع النهائي مع الفلسطينيين حسب اتفاقات أوسلو الموقعه عامى 1993 و 1995 0
وبعد تولي زعيم حزب العمل الاسرائيلي ايهودا باراك الحكم فى اسرائيل فى مايو 1999 استمرت المناورات والوعود الاسرائيلية بدون تنفيذ واستمرت المحادثات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى تحت راعي السلام الامريكي دون نتيجة تذكر وكان أبرزها القمة الثلاثية التي عقدت فى كامب ديفيد بالولايات المتحدة الامريكية فى شهر يوليو 2000م بين الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود باراك والرئيس الامريكى السابق بيل كلينتون واستمرت نحو اسبوعين وفشلت في تلبية أبسط مطالب الجانب الفلسطينى العادلة.
وبعد أن اصبح اريل شارون رئيسا للوزراء فى فبراير 2001م زادت مزاعم اسرائيل عن ضرورات الامن الاسرائيلي وسعت الى عرقلة كل مباحثات جادة لتطبيق قرارات الأمم المتحدة وحاصرت الفلسلطينين ومنعتهم من العمل وهدمت البيوت وجرفت الحقول الزراعية وطبقت سياسة الترحيل الاجباري للفلسطينيين. ‌
وعقب أحداث 11 سبتمبر 2001 فى أمريكا وبروز موقف أمريكى ودولي متشدد من الارهاب استغلت اسرائيل الموقف وتمادت حكومة شارون فى غيها وارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين بعد أن أعادت احتلال أجزاء من أراضيهم وفرضت الحصار عليهم وما حدث فى مخيم جنين وفى مدن وقرى الضفة الغربية الفلسطينية الاخرى أبلغ شاهد على تلك المجازر كما أن رفض اسرائيل لاستقبال فريق تقصي الحقائق شاهد آخر على تجاهلها للشرعية الدولية ولقرارات الامم المتحدة التي صدرت بالاجماع.
ولم تكتف اسرائيل بما قامت به من مذابح سابقة فقامت في 27 ديسمبر 2008م بمجزرة أخرى في غزة وشنت قواتها العسكرية حربا ضروس على قطاع غزة و الشعب الفلسطيني الاعزل في حرب استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع وخلفت الآلاف من القتلى والجرحى نصفهم من النساء والاطفال اضافة الى الخسائر المالية التي قدرت بنحو ملياري دولار .
وأضحى اليوم الاعتقال وهدم المنازل وحظر التجول والتوغل بالدبابات والمروحيات واعادة الاحتلال لمناطق انسحبت منها قوات الاحتلال وسقوط الضحايا من المدنيين الامنين نمطا للحياة التى يعيشها الشعب الفلسطينى بعد أن حولت اسرائيل عملية السلام الى عملية حرب ضد الشعب الفلسطينى مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة 0
كما افشلت اسرائيل / خارطة الطريق /الدولية للسلام التي تدعو الى اتخاذ سلسلة من الخطوات المؤدية الى اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005م‌ وافشلت ما تم الاتفاق عليه في المؤتمر الدولي للسلام الذي عقد في انابوليس الامريكية عام 2007م .
وتواصل اسرائيل انتهاك الاعراف والمواثيق الدولية ومن ذلك بناء / جدار الفصل العنصرى / الذى تقيمه فى الضفة الغربية وهو مخطط يهدف الى تقسيم السكان على أساس عرقي وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم واعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والاغلاق ومصادرة الاف الدونمات من الاراضى والممتلكات الفلسطينية التى تعتبر مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات الفلسطينية مما يعتبر تقسيم للهوية الفلسطينية من الناحية الدينية والوطنية والعرقية0
وتحل ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام وسط تطورات إقليمية والتزامات دولية بتحقيق السلام في الشرق الاوسط خاصة من جانب الولايات المتحدة الامريكية التي دعت ايضا على لسان رئيسها باراك اوباما الى وقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة ووصفته بأنه غير شرعي ولكن رغم الاعتراضات والتحذيرات الامريكية والدولية الإ ان اسرائيل ماضية في مخططاتها الاستيطانية وتسابق الزمن لتنفيذها لتصبح أمرا واقعا على الارض خاصة بعد تولي بنيامين نتنياهو السلطة في اسرائيل .
وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بدور بارز ومتميز لدعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة في جميع المحافل الدولية اضافة الى تقديمها مختلف أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للقضية الفلسطينية 0
وكانت ولازالت قضية الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة على أرضه محور التحرك السعودي على كافة الصعد وفي جميع المناسبات الاقليمية والدولية .. وفي هذا الاطار قدم الملك فهد بن عبدالعزيز / رحمه الله / مشروعه للسلام الذي تبناه واقره مؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي عقد في مدينة فاس المغربية في سبتمبر 1982م .
ولم تدخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز جهدا في سبيل تعزيز الحقوق الفلسطينية بشتى الوسائل وعبر مختلف السبل .
وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز / عندما كان وليا للعهد / من منطلق مسؤولياته العربية والإسلامية تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم // مشروع الامير عبدالله بن‌ عبدالعزيز // قدم لمؤتمر القمة العربية فى بيروت عام 2002م ولاقت هذه ‌المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها القمة وأكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض وأضحت مبادرة سلام عربية .
كما اقترح حفظه الله في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في أكتوبر من عام 2000م انشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأس مال قدرة مئتا مليون دولار يخصص للانفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا فى الانتفاضة وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الاقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس المحتلة والحيلولة دون طمسها وأعلن الملك المفدى عن اسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين
وفي اطار تضامن المملكة الدائم مع أبناء الشعب الفلسطينى فى محنته وكفاحه المشروع لاقامة دولته المستقلة على أرضه وجهودها الحثيثة على جميع الاصعدة من أجل رفع المعاناة عن هذا الشعب وتعزيز صموده فى مواجهة ما يتعرض له من حرب ابادة وقتل وتشريد وتجويع من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية المعتدية صدرت فى السابع من ابريل 2002م التوجيهات السامية بإرسال مساعدات عاجلة لابناء الشعب الفلسطينى شملت تقديم الاف الاطنان من التمور والامصال الطبية وأوعية الدم وأدوية الحروق اللازمة وتسيير قافلة اغاثة محملة بالدواء والغذاء لتقديمها لابناء الشعب الفلسطيني .. كما صدر التوجيه السامي الكريم بتنظيم حملة تلفازية شاملة لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني 0
كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله في يوليو عام 2006م بتخصيص منحة قدرها مائتان وخمسون مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين .
وعندما قامت إسرائيل بشن حربها الشرسة على قطاع غزة في نهاية ديسمبر 2008م بادر خادم الحرمين الشريفين إلى إجراء الاتصالات والمشاورات والاجتماع مع عدد من زعماء وقادة دول المنطقة والعالم حول الوضع في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الشعب الفلسطيني هناك .
وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موقف تاريخي في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ( قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة ) التي عقدت في الكويت في شهر يناير من هذا العام 2009م حيث أعلن حفظه الله عن تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب وأسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل .
وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله في تلك القمة عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ / 1000 / مليون دولار لإعادة إعمار غزة وشدد على أهمية وحدة الفلسطينيين في هذه المرحلة المهمة حيث قال أيده الله // وتقضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين أن فرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل وأذكرهم بأن الله عز وجل ربط النصر بالوحدة وربط الهزيمة بالخلاف مستذكرا معهم قوله تعالى // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // .
كما نبه حفظه الله الكيان الإسرائيلي إلى أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد حيث قال رعاه الله // إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد // .
وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله توجيهاته بتأمين كل ما يمكن من المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية إضافة إلى تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش في مصر بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة .
ووجه الملك المفدى كذلك باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في مختلف مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية وأن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيال ذلك واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً .
كما وجه حفظه الله ورعاه بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة .
وتأكيداً لحرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين على تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين الفلسطينيين قام حفظه الله بزيارة لعدد من المصابين الفلسطينيين واطمأن على صحتهم كما أوصى ببذل أقصى الجهود للعناية بهم والاهتمام بمرافقيهم ووجه بصرف مبلغ مالي يومي للمرضى الفلسطينيين المحالين للعلاج بالمملكة ومرافقيهم طول فترة وجودهم بالمملكة .
وعندما حدث خلاف بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بتوجيه الدعوة لأشقائه قادة الشعب الفلسطيني لعقد لقاء في رحاب بيت الله الحرام بمكة المكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف للوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية .
واستجاب القادة الفلسطينيون لهذه الدعوة وعقد كل من فخامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس / أبو مازن / ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ودولة رئيس الوزراء الفلسطيني / آنذاك / إسماعيل هنية اجتماعات في مكة المكرمة بحضور عدد من المسئولين في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين .
وتوجوا تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بجوار بيت الله الحرام في العشرين من شهر محرم 1428 ه .
وفي إطار ما يبذله رعاه الله من جهود لرأب الصدع وتوحيد الصف بين الفصائل الفلسطينية بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود برقيه لفخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم في شهر أغسطس من هذا العام 2009م دعاهم فيها إلى وحده الصف وقال حفظه الله في رسالته " إن ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر " .
وذكرهم حفظه الله بقول الله عز وجل ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) وبقوله جل شأنه ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
وأضاف أيده الله " إنني باسم إخوانكم في مهبط الوحي ، وباسم إخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، أذكركم بإيمانكم ومواثيقكم المغلظة يوم اجتمعتم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة ، إنني استحلفكم بالله ، رب البيت الحرام ، أن تكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وأن تكونوا حماة ربوع الإسراء ، استحلفكم بالله أن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم ، ووطنيتكم أعلى من صغائركم ، استحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع , وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب ، وهو سبحانه القائل ووعده الحق ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).
ولم يقتصر هذا الدعم على مساندة أبناء الشعب الفلسطينى ماديا بل وقفت المملكة معه فى كل خطواته التى تكفل له استعادة حقوقه وبادرت المملكة بمتابعة هذه الحقوق مطالبة وشرحا لعدالتها فى كل لقاء ثنائى يتم مع قيادتها وقادة وزعماء دول العالم منطلقة من القاعدة التى أرساها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله فى خدمة دينه وأمته الاسلامية 0
واقرب شاهد على ذلك جولات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السابقة فى عدد من الدول الكبرى والدول المؤثرة فى الشرق الاوسط بما فيها راعي السلام الولايات المتحدة الامريكية وما قام به حفظه الله من جهود تجاه القضية الفلسطينية وتأكيد لعدالتها وعدالة حقوق الشعب الفلسطينى0


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.