- عبد العزيز المنيع - كشف وزير الحج الدكتور بندر حجار أن الوزارة بصدد وضع خطة إستراتيجية للحج والعمرة لمدة 25 عاما تأخذ بعين الاعتبار الزيادة المتوقعة في عدد الحجاج والمعتمرين والزوار ومحدودية مساحة المشاعر المقدسة مشيرا إلى أن اللجنة الفنية المعنية بوضع هذه الإستراتيجية التي تشكلت بموجب الأمر السامي الكريم العام الماضي تعمل حالياً على وضع اللمسات النهائية لهذه الإستراتيجية التي يؤمل أن يتم إنجازها قريبا. وأوضح أن حكومة المملكة لا تتقاضي أي مبالغ على الإطلاق من الحجاج أو المعتمرين سواء على شكل رسوم على التأشيرات أو مقابل الخدمات التي تقدمها الدولة لضيوف الرحمن وأن أي مصاريف يتحملها الحاج أو المعتمر فهي تكون للقطاع الخاص أو مؤسسات الطوافة التي تقدم خدمات السكن والغذاء والنقل للحاج أو المعتمر. جاء ذلك في كلمة لمعاليه خلال اللقاء العلمي الذي نظمته كلية الاقتصاد والإدارة اليوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة تحت عنوان "تطوير خدمات الحج والعمرة" وأداره عميد الكلية الدكتور أيمن بن صالح فاضل بحضور الدكتور مدني علاقي ووكلاء الجامعة وأعضاء هيئة التدريس من شطري الطلاب والطالبات. وأكد الدكتور حجار اهتمام المملكة بخدمة ضيوف الرحمن مشيراً إلى ما تضمنه النظام الأساسي للحكم والهدف الثاني من أهداف خطة التنمية التاسعة الذي يؤكد التزام المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن , وهذا يجسد حقيقة ثابتة وهي أن المملكة تعتبر خدمة ضيوف الرحمن شرف لها وتعمل على تقديم هذه الخدمة على أكمل وجه. وقدم أمثلة على اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته الرشيدة بالإنفاق السخي على توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة مؤكداً على الفصل التام بين أداء الشعائر الدينية والسياحة الدينية مشدداً على أنه لا يوجد ما يسمى بالسياحة الدينية في المملكة. وتطرق وزير الحج إلى التحديات التي تواجه الحجاج مؤكدا أن الدراسات مستمرة وبمنتهى الدقة والسرعة لتجاوز هذه التحديات من أجل راحة ضيوف الرحمن الذي هو هدف القيادة الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين موضحا أن أهم هذه التحديات هي محدودية المساحة خاصة في مشعر منى الذي تبلغ مساحته 1.450 مليون متر مربع بما يعادل مساحة 2.6 متر للحاج الواحد من الحجاج النظاميين سواء حجاج الخارج أو حجاج الداخل وفي حالة إضافة عدد الحجاج غير النظامين يكون لكل حاج حوالي واحد متر أو 80 سنتي مترا لذلك هناك ضوابط صارمة سيتم تطبيقها على حجاج الداخل ممن لا يحملون تصاريحا اعتبارا من موسم الحج المقبل قد تصل إلى ترحيل المقيم المخالف وإبعاده عن المملكة لمدة عشر سنوات. وأوضح الدكتور حجار أن من بين الخطوات المستقبلية التي تعمل الوزارة على تنفيذها أيضا المسار الالكتروني الذي يتيح للحاج الاطلاع على جميع الخدمات التي تقدم له قبل مغادرته بلده وحتى العودة إليها بعد تأدية فريضة الحج بما في ذلك البصمة التي سيتم أخذها في بلد الحاج منعاً للتكدس في مطار الملك عبد العزيز في جدة. وذكر معاليه أن هناك خطة لإعادة هيكلة مؤسسات الطوافة سيتم تنفذها بعد إقرارها من المقام السامي وهي الآن تحت الدراسة في هيئة الخبراء , وهذه الخطة تهدف إلى فصل الملكية عن الإدارة بما يحقق إدارتها بشكل تجاري ويعالج نظام الإدارة والتوريث المعمول به في هذه المؤسسات منذ 70 سنة وفي حالة إقرار هذه الخطة ستكون بمثابة نقلة نوعية بما في ذلك إيجاد حل لتدني الربحية وقيمة التكلفة التي تتقاضها هذه المؤسسات والتي تقدر بحوالي 500 ريال عن كل حاج وهذه القيمة تم تقديرها عام 1385ه ولم يتم تعديلها حتى الآن. وفيما يتعلق بارتفاع أسعار خدمات حجاج الداخل وقلة عدد هؤلاء الحجاج قال وزير الحج : هناك دراسة تجري حاليا على شركات حجاج الداخل وتتضمن تحديد شرائح التكلفة طبقاً لنوع الخدمات مشيرا في هذا الصدد إلى أن المعضلة التي تواجه حجاج الداخل هي المساحة المخصصة لهم التي لا تستوعب أكثر من 230 ألف حاج بأي طريقة من الطرق ولذلك لابد من الالتزام بهذا العدد. وفيما يتعلق بعمل المرأة في قطاع الطوافة وخدمات الحجيج قال : لا مانع من عمل المرأة في هذا المجال ما دام أنه يتم في إطار الحدود الشرعية. وحول أعداد الحجاج والمعتمرين حاليا , قال معالي وزير الحج : يؤدي مناسك الحج مليونان من الحجاج النظاميين وحوالي 2مليون و 600 الف حاج غير نظامي وهذا العدد ( غير النظاميين ) هو الذي يؤدي إلى ظاهرة الافتراش , وسوف نواجه هذه الظاهرة باستخدام التقنية الحديثة للتفتيش والتدقيق بما لا يحدث تكدساً للمركبات وفي الوقت نفسه يمنع دخول غير المصرح لهم بدخول مكةالمكرمة أثناء موسم الحج باستخدام الشرائح الذكية لفحص تصاريح الأفراد وتفتيش الحافلات دون إحداث ارتباك مروري عند مداخل أم القرى . وفيما يتعلق بمتخلفي العمرة أشار الدكتور حجار أنه تحقق انجاز كبير في تخفيض أعداد المتخلفين , موضحاً أن الموسم الماضي أدي مناسك العمرة 5.5 مليون معتمر ولم يتخلف منهم إلا ثمانية آلاف فقط , موضحاً أن المملكة تستقبل 400 ألف معتمر شهرياً ويتضاعف هذا العدد إلى 800 ألف معتمر في شهر مضان المبارك.