- حسن الشهري - اتهم ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام خلال جلسة عقدت في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، شخصاً في ما يعرف ب«خلية الحرمين» بمساعدته في اختراق بعض عناصر تنظيم «القاعدة» في الداخل والخارج لمؤسسة خيرية كان يترأسها، واستغلال أموالها في دعم وتمويل أنشطتهم الإرهابية تحت غطاء الأعمال الخيرية، مشيراً إلى أنه تلاعب بأموالها في مقابل الاستثمار بنحو 751.7 مليون ريال بعد إبلاغه رسمياً بإغلاق المؤسسة نفسها من خلال أشخاص عدة، مستغلاً سلامة وضعهم الأمني. (للمزيد) وطالب ممثل الادعاء العام في جلسة سماع التهم قاضي الجلسة بعقوبة تعزيرية رادعة تجاه 11 متهماً ضمن 22 آخرين في الخلية مثلوا أمام المحكمة أمس، بعد ارتباطهم بقيادات التنظيم «القاعدة» في المملكة، وعلاقة بعضهم بأحداث إرهابية قبل وقوعها، وتواصل عناصر الخلية مع 8 منظمات إرهابية من بينها «القاعدة» و«جماعة أبوسياف» و«عصبة الأنصار»، فيما قال القاضي للمتهمين بعد سماعهم الدعوى: «الذي لا يستحق البقاء في السجن لن يبقى، والمذنب سيعاقب». وأوضح ممثل الادعاء العام أن المتهم الأول قام بتمويل الإرهاب والأعمال الإرهابية بدفعه نحو 8.4 مليون ريال على دفعات مختلفة لدعم خلايا الفئة الضالة والمقاتلين في العراق، وقام بإرسال نحو 2.2 مليون ريال إلى أحد الموقوفين وهو سعودي الجنسية (موقوف في لبنان على خلفية انتمائه لخلايا نهر البارد)، مشيراً إلى أن المتهم تستّر على موقوف آخر أبلغه بأن أحد المطلوبين في قائمة ال36 في الداخل عبدالرحمن المتعب (قتل في مواجهات أمنية في القصيم 2005)، أن تنظيم «القاعدة» في المملكة لديه مخطط لاستهداف مصفاة بقيق النفطية، ولم يبلغ الجهات الأمنية عن ذلك. وأشار الادعاء العام إلى أن المتهم الثاني الذي يحمل شهادة الدكتوراه، انتهج منهج تنظيم «القاعدة» في تأييده للعمليات الإرهابية التي حدثت في المملكة، وإجازته قتل المستأمنين والمعاهدين داخل المملكة. وأضاف: «تستّر المتهم الثاني على ما أُبلغ من القتيل معجب الدوسري، بأن المكنى (خلاد اليمني) هو من أمر ببدء العمليات الإرهابية في المملكة، وعيّن لهذا الغرض المطلوب الثاني في قائمة ال26 اليمني خالد حاج (قتل في مواجهة أمنية في الرياض 2004) أميراً للتنظيم في منطقة الخليج، وتنازل عنها الأخير للمطلوب الثامن في القائمة نفسها عبدالعزيز المقرن بإيعاز من المطلوب الأول في القائمة ذاتها فيصل الدخيل (قتلا في مواجهة أمنية في 2004)، ولم يخبر المتهم الثاني في الخلية الجهات الأمنية عن ذلك على رغم خطورتهم». ولفت المدعي العام إلى أن المتهم الثاني اشترك في معالجة أحد الموقوفين في منزله بعد استهداف خلايا الفئة الضالة ثلاثة مجمعات سكنية في شرق الرياض في 12 أيار (مايو) 2003، وكان بحوزة المتهم مستلزمات طبية لإسعاف أحد المصابين ومساعدته في علاجه، وتركها بحوزته، وقام المتهم بتسليم المستلزمات الطبية للمطلوب التاسع في قائمة ال29 عيسى بن عوشن (قتل في مواجهات أمنية في حي الملك فهد في الرياض 2004). وأضاف: «استقبل المتهم الثاني عدداً من مندوبي التنظيمات والفصائل القتالية في العراق داخل المملكة، خصوصاً خلال موسمي الحج والعمرة، من أجل خدمة المقاتلين في جيش أنصار السنة وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي وغيرهم، ودعمهم مالياً ومعنوياً والتستر عليهم، فيما سلّم أمير الجيش الإسلامي في العراق المكنى (أبوسهل) نحو 35 ألف ريال لمساعدة أسر المقاتلين هناك».