- أحمد آل عامر - يخطو المنتخب السعودي الخطوة الثانية نحو نهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام في أستراليا عام 2015م، عندما يحل ضيفاً مساء اليوم على نظيره الإندونيسي لمصلحة المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبهما المنتخب العراقي والصيني. «الأخضر» كسب المواجهة الأولى على أرضه وبين جماهيره أمام التنين الصيني بهدفين في مقابل هدف، ما منحه صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب العراقي، وأعطى الشارع الرياضي شيئاً من الثقة بقدرات اللاعبين على مسح الصورة الباهتة التي ظهر بها المنتخب في الأعوام الأخيرة، ويدرك المدرب الإسباني لوبيز كارو الذي تولى الإشراف الفني خلفاً للمقال الهولندي فرانك ريكارد أن المهمة ليست بالسهلة، على رغم نجاحه في الاختبار الأول أمام الصين، إلا أن ذلك لن يكون له أية قيمة، ما لم يواصل المنتخب مسيرة حصد النقاط، وتقديم المستويات المقنعة نحو تأهل صريح بعيداً عن حسابات الفرق الأخرى. المنتخب السعودي أقام معسكراً إعدادياً أكثر من 10 أيام في العاصمة الماليزية كوالالمبور، اطمأن خلاله المدرب على جاهزية اللاعبين، خصوصاً بعد أن خاض مباراة ودية وحيدة أمام المنتخب الماليزي، كسبها بأربعة أهداف في مقابل هدف، وأظهر اللاعبون مستويات كبيرة، على رغم أن المدرب شارك في تشكيلتين مختلفتين على مدار الشوطين، إلا أن «الأخضر» قدّم صورة رائعة، عكست واقع عناصر الفريق الشابة، فالمدرب الإسباني لوبيز اعتمد في انتقاء القائمة على الأسماء الشابة، مع وجود بعض عناصر الخبرة، ما وجد القبول من الوسط الرياضي، ومتى ما واصل اللاعبون المستويات ذاتها التي ظهروا بها في المباراة الودية، فلن يجدوا صعوبة في العودة بثلاث نقاط، وستكون ثمينة جداً في حسابات التأهل. الخطوط الخضراء زاخرة بالأوراق الرابحة التي ترجح مخططات أي مدرب على أرض الميدان، فرباعي الدفاع أكثر من جيد بوجود منصور الحربي على الظهير الأيسر وأسامة هوساوي وكامل الموسى في متوسط الدفاع، ويظل سلطان البيشي الأقل عطاء على الطرف الأيمن، وفي معظم الأحيان، يركّز الخصوم غاراتهم الهجومية من الجهة اليمنى، بسبب مبالغة البيشي في المساندة الهجومية على حساب المهمات الدفاعية، في الوقت الذي تعد منطقة الوسط هي الحلقة الأقوى، إذ يقف سعود كريري على محور الارتكاز، وبجواره تيسير الجاسم، وهما مطالبان بالأدوار الدفاعية والهجومية، فيما يتحرك على الأطراف سالم الدوسري ونواف العابد أو يحيى الشهري، مع وجود الشاب الرائع فهد المولد خلف المهاجم الوحيد نايف هزازي، ما يجعل الهجمة السعودية في غاية الضراوة، فعناصر الوسط كافة، تجيد تسجيل الأهداف والاندفاع السريع نحو مناطق الخطر، ما يصعب مهمة مدافعي الخصم على الحد من خطورة العناصر السعودية بالطرق المشروعة في المناسبات كافة. المدرب السعودي لديه أوراق رابحة على دكة الاحتياط، تمكنه من تغيير الشكل الفني للمباراة، بوجود إبراهيم غالب وشايع شراحيلي وحمد الحمدان وحسين المقهوي ويوسف السالم وغيرهم من الأسماء الشابة التي يعول عليها الشارع السعودي، لإعادة جزء من هيبة «الأخضر» المفقودة في الأعوام الأخيرة. وعلى الطرف الآخر، يتحصن المنتخب الإندونيسي بالأرض والجمهور، لحصد أول النقاط، والإطاحة بأحد المرشحين للتأهل إلى الأدوار المتقدمة، ولا شك أن اسم وتاريخ المنتخب السعودي، سيجعل المدرب الإندونيسي الجديد رحماد دار ماوان الذي حل بديلاً عن الأرجنتيني لويز بلانكو الذي أقيل من منصبه قبل أسبوع، يرفع شعار الحيطة والحذر باكراً، ولا يتردد في تحصين الخطوط الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لعله يصيب الشباك الخضراء. يطمح المنتخب الإندونيسي إلى نسيان الخسارة السابقة، وتحقيق نتيجة تكفل له البقاء في دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة، ويبرز في صفوفه بعض اللاعبين أمثال الحارس إيندرا وفيرمانسياه وإيلي ايبوي وبامونغكاس وغونزاليز. المنتخب الإندونيسي على رغم خلو سجله من الإنجازات على الأصعدة كافة، إلا أن مستوياته اختلفت كثيراً في الآونة الأخيرة، بعد أن برز في صفوفه أسماء عدة، قادت المنتخب إلى الخروج بنتائج إيجابية، أو على الأقل عدم التعرض لخسائر كبيرة، لذا لن يسلم أصحاب الدار نتيجة المباراة بسهولة، وسيبذلون قصارى جهدهم، لتحقيق المعادلة الصعبة، وتحقيق أول انتصار على المنتخب السعودي في تاريخ الفريقين، وقد يمتد طموحهم بعد ذلك إلى حسابات التأهل.