قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، إن التسهيلات التي تقدمها المصارف للعملاء أسهمت في تورط المقترضين في الديون وتراكمها عليهم، وأعجزتهم عن السداد. وحذر المفتي من الانسياق وراء إعلانات المصارف، وعدم الاغترار بها، مؤكداً أهمية استيفاء الديون لأصحابها، وإعطاء الناس حقوقهم، مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:'' من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله''. ودعا آل الشيخ الكفلاء إلى احترام ''إنسانية'' المكفولين، وعدم المماطلة في إعطائهم حقوقهم، مشيراً إلى أن هناك من الكفلاء من يتأخر عن دفع رواتب العمالة لعدد من الشهور، مغتراً بنفسه، متسائلاً كيف يرضى لهم بالهوان؟ منوهاً أن الحاجة هي التي جعلتهم يقدمون للبلاد للعمل، داعياً إياهم إلى تقوى الله وتسليم رواتب من تحت أيديهم دون تأخير، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه). وعاد مفتي السعودية ليؤكد في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، أن إعطاء الخدم والموظفين حقوقهم من أسباب الفرج من الكروب، مشدداً على أهمية إعطاء الراتب في الوقت المحدد، ودعاهم إلى ''تقوى الله''. وقال آل الشيخ إن هناك أعداء يتربصون بالبلاد الإسلامية، وأنهم ينظرون إلى اختلافنا نظر المتفرج، فبلادهم آمنة، ويريدون استغلال والاستفادة من ثروات المسلمين. وأكد مفتي السعودية على أهمية تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة، كاشفاً أن هناك من المسلمين من يريد تحقيق مصالحه الخاصة وتقديمها، مطالباً بالتعلم والتناصح، وعدم الانسياق خلف الفتن والمشكلات. ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التوبة والمبادرة ورد المظالم إلى أهلها والاستسماح من المظلومين، وأنها من أخلاق المتقين، مبيناً أن الإنسان لا يعرف متى يموت، فلا يؤجل التوبة، داعياً إلى أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها، والتعجيل في الحج، والإنفاق والصدقة لوجه الله. ووجه المفتي رسالة لأولياء الأمور بعدم عضل البنات حين يتقدم الرجل الكفء، وقال إن من الخطأ عضلهن من أجل دنيا، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ''إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه''، وذلك بعد استشارة البنت. وكان آل الشيخ قد انتقد بعض التجار والباعة المتلاعبين في الأسعار، داعياً إياهم إلى القناعة، والواقعية في الربح، مؤكداً أن هناك مغالاة في السلع، حيث تصل الأرباح إلى أكثر من 100 في المائة. وأبدى مفتي السعودية في خطبة الأسبوع الماضي تخوفه من المطاعم والوجبات السريعة المنتشرة في الطرقات، التي تقدم الأطعمة للشباب، وصحة هذه الوجبات التي يقدمونها، وأهلية العمالة التي تقدمها، داعياً الجهات المختصة إلى تكثيف الرقابة والبحث عن تكوينات المأكولات المبيعة، والتشديد عليها، وهل هي مضرة على الصحة أم لا؟ مرجعاً بعض الأمراض المنتشرة في السعودية إلى تناول هذه الأطعمة.