- فارس ناصر - أعلن وزير المالية العراقي، رافع العيساوي، الجمعة، استقالته من الحكومة، وذلك في كلمة ألقاها أمام حشد من المعتصمين في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، حيث احتشد آلاف استجابة لدعوة لجان التنسيق للخروج في تظاهرات في شمالي البلاد وغربيها تحت شعار جمعة "العراق خيارنا". تأتي استقالة وزير المالية، القيادي في القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، بعد أيام على أنباء أوردتها وسائل إعلام عراقية عن إصدار السلطات العراقية مذكرة اعتقال بحق العيساوي بتهمة "تأجيج الفتنة الطائفية باستغلال التظاهرات من أجل شق الصف الوطني العراقي". ومن على منصة ساحة الاعتصام في الرمادي، قال العيساوي بعد أن أعلن استقالته إنه ليس "حريصا على حكومة لا تحترم الدم العراقي.. ولا تحترم أبناء الشعب العراقي"، واتهم الحكومة بأنها تراهن بمصير ووحدة الشعب العراقي. وبعد تأكيده أنه "لن يكون جزءا من حكومة تلطخت يدها بدم الشعب العراقي"، قال إن "تاريخ محافظة الأنبار وعشائرها أكبر من أي حكومة" معلنا انحيازه لمطالب المتظاهرين. وكانت قوات من الجيش العراقي قطعت الطرق التي تربط بين مدن محافظة الأنبار والرمادي لمنع المحتجين من التوجه إلى مركز المحافظة، في حين شهدت مناطق عراقية عدة تفجيرات لليوم الثاني على التوالي. وفي التفاصيل، قالت مصادر ل" سكاي نيوز عربية" إن الجيش قطع الطرق بالمدرعات، ومنع المتظاهرين والمصلين في المدن والقرى العراقية من التوجه إلى مدينة الرمادي للانضمام لبقية المعتصمين والمتظاهرين. كما أضافت المصادر أن قوات الأمن العراقية أغلقت كل الطرق التي تربط بين محافظة الأنبار والعاصمة بغداد، في وقت استهدفت عبوة ناسفة سيارة تابعة لقوات التدخل السريع قرب ساحة الاعتصام في الرمادي. في غضون ذلك، بدأ المتظاهرون في التوافد إلى ساحة الاعتصام وسط مدينة الرمادي للمشاركة في جمعة "العراق خيارنا"، بمناسبة دخول الاحتجاجات المناهضة لرئيس الوزراء، نوري المالكي شهرها الثالث. ومنذ أكثر من شهرين تشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين تظاهرات مطالبة بتنفيذ عدد من المطالب، أبرزها الإفراج عن المعتقلين والقيام بإصلاحات سياسية في ظل اتهام المالكي بممارسة سياسات الاقصاء والتهميش. قتلى في أعمال عنف متفرقة وفي سياق آخر، قالت الشرطة العراقية إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب حوالي 70 آخرين في هجمات متفرقة الجمعة، بينها انفجار 4 سيارات مفخخة في الديوانية والحلة. فقد قتل 6 أشخاص في انفجار سيارتين مفخختين استهدفا صباح الجمعة سوقا لبيع الأغنام في مدينة الديوانية الواقعة جنوب العاصمة بغداد. وفي ناحية الدجيل، قال ضابط في الشرطة برتبة مقدم إن "شخصا قتل وأصيب 5 آخرون بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين"، موضحا أن "العبوة الأولى انفجرت في قرية السجلة، وأدت إلى مقتل شخص وجرح اثنين من المارة". كما قتل شخص جندي في الجيش بانفجار "عبوة لاصقة على سيارته الخاصة في منطقة الغزلاني جنوب الموصل"، في حين أصيب عدد من الأشخاص بجروح في انفجار سيارتين مفخختين في الحلة. وجاء تفجيرا الجمعة غداة سلسلة انفجارات استهدفت أحياء شيعية في بغداد ومناطق محيطة بها، قتل فيها 23 شخصا على الأقل.