أمرت محكمة عليا أميركية شركة جونسون آند جونسون وشركة ماكنيل بي بي سي التابعة لها بتعويض سامانثا ركيس، البالغة من العمر الآن 16 عاما، ووالديها ب109 ملايين دولار بعد انتكاسة هددت حياتها من دواء إيبوبروفين المسكن لآلام الأطفال والذي تسبب في تلف بدماغها وعجز بنسبة 20% في رئتيها والعمى وسقوط نحو 90% من جلدها. وكانت سامانثا في السابعة من عمرها عندما أعطاها والداها مسكن إيبوبروفين لخفض الحمى التي أصابتها بعد الاحتفال بعيد الشكر عام 2003. وعلى الرغم من تناولها لهذا الدواء في السابق ولم تعان من أي انتكاسة، أصيبت سامانثا هذه المرة بما يعرف بمرض "تقشر الأنسجة المتموتة البشروية التسممي"، الذي تركها عمياء تماما وتسبب في تساقط معظم بشرتها. ووفقا لمحامي الأسرة أصيبت سامانثا أيضا بتلف في الدماغ استلزم من الجراحين إجراء حفر في الجمجمة لتقليل الضغط. وأضاف أن الضرر كان متوسطا وتسبب فقط في فقدان بالذاكرة قصير الأجل. وكانت أسرة الفتاة قد رفعت دعوى قضائية عام 2007 مدعية أن سامانثا أصيبت بالعمى بسبب الدواء وزعمت أن الشركة المذكورة فشلت في تحذير المستهلكين بأن الدواء يمكن أن يسبب انتكاسات مهددة للحياة. وانتهت المحاكمة التي استغرقت خمسة أسابيع أول أمس الأربعاء. ومن جانبها قالت شركة ماكنيل التابعة لجونسون آند جونسون إنها تعترض على الحكم وتدرس حاليا خيارات قانونية أخرى. وقالت الشركة في بيان لها "لقد مرت أسرة الفتاة بمأساة ونحن نتعاطف معهم. أما عن الدواء فإنه مصنف بطريقة ملائمة وعندما يستخدم حسب الإرشادات يكون خيارا علاجيا آمنا وفعالا للألم وأوجاع الرأس والحمى البسيطة. وهناك عدد من الأدوية، بما في ذلك إيبوبروفين، كان مرتبطا بانتكاسات تحسسية وكما هو موضح على الملصق فإنه ينبغي على المستهلكين أن يتوقفوا عن استخدام الأدوية والاتصال فورا بمهنيي الرعاية الصحية إذا أصيبوا بانتكاسة تحسسية". ويشار إلى أن الحالة المرضية التي تطورت لدى سامانثا، تقشر الأنسجة المتموتة البشروية التسممي، تسببت في التهاب حلقها وفمها وعينيها والمريء والقناة الهضمية والجهاز التنفسي والجهاز التناسلي مما اضطر الأطباء إلى وضعها في حالة غيبوبة. وهذا المرض التسممي هو مرض جلدي خطير يسبب التهاب الأغشية المخاطية والعينين ويميزه طفح يحرق الطبقة الخارجية للبشرة. ومن الجدير بالذكر أنه في عام 2011 عوضت فتاة من بنسلفانيا بمبلغ عشرة ملايين دولار بعد انتكاسة وخيمة من نفس دواء الأطفال وتسبب في ضياع 84% من جلدها وأصيبت أيضا بتلف في الدماغ والعمى.