إن الطبيب إذا ما أراد أن يعالج مرضا معيناً واختار الدواء المناسب واستخدمه فإن المريض له رد فعل ومثال ذلك أن الطبيب قد يعطي الدواء لثلاثة مرضى لديهم نفس المرض فالأول يتعافى ويشفى والثاني يتحسس من الدواء والثالث قد يصيبه تفاعل خطر ويؤدي إلى وفاته . التحسس من الأدوية والعقاقير تحصل عندما يكون هناك تفاعلات ضارة لدواء يستخدم لعلاج بعض الأمراض .إن الجهاز المناعي يعمل بطريقة غير عادية ويحارب المادة الكيميائية للدواء بواسطة ما يسمى " بالتحسس " أو الحساسية . معظم التحسس للأدوية يكون بسيطا والأعراض تختفي تماما بعد حوالي عدة أيام من إيقاف الدواء ولكن بعض تحسس الأدوية قد يكون خطيراً . القليل من التحسس الناتج عن الأدوية قد يختفي مع الزمن ولكن عن الاصابة بتحسس من دواء معين فإنه معظمها تستمر لفترة طويلة قد تكون مدى الحياة وقد يؤدي ذلك لتحسس جديد لأدوية مشابهة في التركيبات الكيميائية . التحسس من الدواء يعتبر من أحد التفاعلات والأعراض الجانبية الضارة للدواء لذلك فإن الاعراض تختلف من دواء إلى آخر لذلك يجب على الطبيب أن يتعرف على الدواء . الأعراض تتفاوت من بسيط مثل الطفح الجلدي " الاكزيما " الشعور بالسعال وصعوبة بسيطة في التنفس مع تحصص الأنف " يشابه الزكام " وارتفاع طفيف في درجة الحرارة .أو قد تكون الأعراض خطيرة " أعراض جلدية " تؤدي إلى تسلخ وترهل الجلد " وحالة عدم التدخل السريع للعلاج قد يتسبب بالتحسس لتسمم الجلد وتسلخه واصابة المريض بتسمم عام يؤدي إلى الوفاة . هناك تفاعلات خطيرة وسريعة تسمى " بالانافلاكسس " قد تؤدي إلى الوفاة وتعتبر هذه الحالات من الحالات الطارئة وتحتاج لعلاج مكثف وسريع .وبعدالعلاج تختفي الأعراض الجلدية والتنفسية بعدة دقائق أما اذا ما تأخر العلاج قد يصيب المريض صدمة تؤدي إلى الوفاة . من أشهر الأدوية التي تسبب الحساسية البنسلين والباربتيوريت والانسولين واللقاحات والأمصال وبعض الأدوية التي تستخدم للصرع والغدة الدرقية . إن مرضى الايدز والذئبة الحمراء يعانون من الحساسية لكثير من الأدوية وتكون بسيطة إلا أنها تجعل علاج مرضهم صعباً .كماأنه من المعروف أن بعض مرضى الربو يعانون من التحسس للاسبرين والبروفين والفولترين . تشخيص التحسس بعد وقوعه وذلك بواسطة التاريخ المرضي والفحص السريري وقد يضطر الطبيب إلى عمل فحص جلدي للتحسس وتحليل للدم . العلاج يبدأ بايقاف الدواء المستخدم وعند معرفة الدواء المسبب للتحسس لا بد للمريض أولاً أن يعرف اسم الدواء وثانياً لبس علامة تدل على الدواء المسبب للتحسس " في كثير من الأحيان تلبس اسورة عليها اسم الدواء " أو كتابة ذلك في بطاقة توضع مع البطاقة الشخصية .وجد أن هذه الطرق تحمي المريض في حالة الطوارئ .وبعد ايقاف الدواء قد يحتاج المريض إلى مضادات الهيستامين والكورتيزون وفي الأحيان إلى الأدرنالين . هل يمكن اكتشاف الحساسية المحتملة للأدوية قبل وقوعها بواسطة أخذ عينة دم ..؟؟التحسس يقوم بتنشيط الخلايا القاعدية " باز وفيل " ، ويوجد على سطح هذه الخلايا القاعدية ملايين الأجسام المضادة المعروفة باسم "IGE"التي تتفاعل مع تلك المواد المسببة للحساسية .وهي تشكل أقل من واحد في المائة من جميع الكريات البيض بالدم .فإذا كان مستواها في الدم أكثر من المتعارف عليه يتوقع الطبيب أن المريض يعاني من تحسس لبعض الأدوية . استاذ واستشاري أمراض النساء والولادة كلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة [email protected]