- حسن الشهري - شدد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال استقباله رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي رأس الوفد اللبناني الى القمة العربية التنموية في الرياض، على «ضرورة أن يحافظ لبنان على قيم التعايش والانفتاح التي يتميز بها والتي تشكل أبرز عناصر ثروته الإنسانية». وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لميقاتي أنه تم في اللقاء الذي عقد في مكتب الأمير سلمان في الرياض، وحضره وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وسفير السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري والوزراء أعضاء الوفد اللبناني عدنان منصور، محمد الصفدي، نقولا نحاس وفريج صابونجيان «بحث العلاقات التاريخية بين لبنان والمملكة من جوانبها كافة وأهمية العمل على تنميتها، إضافة الى الوضع في المنطقة وكيفية تجنب لبنان تأثيراته السلبية». ونقل مصدر مقرب من أعضاء الوفد اللبناني الى قمة الرياض ارتياح ميقاتي الى الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاءات، وعلى رأسها اللقاء مع ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وقال ل إن المملكة «يهمها الحفاظ على الاستقرار في لبنان وقطع الطريق على من يحاول جره الى الفوضى أو الفتنة». ولفت المصدر الى «أن المملكة تعتبر أن لا شيء مستحيلاً في لبنان، وأن الاختلاف بين قواه السياسية يجب أن لا يؤدي الى القطيعة». وقال إن ولي العهد السعودي «يعرف لبنان عن كثب لما لديه من صداقات تاريخية مع قياداته وهو يراهن على قدرة هذه القيادات على تجاوز المصاعب الراهنة، خصوصاً أنه يعرف كيف يختلفون على عدد من القضايا لكنهم سرعان ما يجلسون مع بعضهم بعضاً الى طاولة واحدة». وكان ميقاتي عاد بعد ظهر أمس من الرياض، وأجرى فور وصوله الى بيروت اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية ميشال سلميان الذي يختتم اليوم زيارته الرسمية لموسكو بلقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأطلعه على نتائج القمة العربية التنموية والمحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين السعوديين. كما أجرى ميقاتي اتصالاً مماثلاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل أن يرأس مساء الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التي طرح فيها من خارج جدول الأعمال الوضع الأمني في طرابلس في ضوء اعتراض موكب وزير الشباب والرياضة فيصل عمر كرامي يوم الجمعة الماضي. ووضع ميقاتي المجلس في أجواء زيارته السعودية. وقال إن «اللقاء مع الأمير سلمان تناول سياسة لبنان إزاء سورية، وكان الأمير متفهماً موقف الحكومة اللبنانية على هذا الصعيد». وأكد ميقاتي إجراء الانتخابات في وقتها، معتبراً أن مشروع الحكومة لقانون الانتخاب يشكل أرضية صالحة للنقاش البنّاء. على صعيد آخر، لن تختتم اللجنة الفرعية النيابية المكلفة التوصل الى قواسم مشتركة حول مشاريع قوانين الانتخاب، أعمالها في الجلسة التي تعقد صباح اليوم بخلاف ما كان تحدث عنه ممثل «تكتل التغيير والإصلاح» فيها النائب آلان عون. وعلمت «الحياة» أن ما أدلى به ممثل كتلة «التنمية والتحرير» في اللجنة النائب علي بزي في هذا الخصوص يعكس رغبة الرئيس بري في ضرورة التمديد لعمل اللجنة، إضافة الى أن معظم النواب أعضاء اللجنة لم يبدوا اعتراضاً على ما قاله. وقالت مصادر نيابية إن لا صحة لما يقال من أن المناقشات داخل اللجنة وصلت الى طريق مسدود على رغم أن النائب عون جدد تمسكه بمشروع اللقاء الأرثوذكسي، وأبدى حذراً من مقاربة زملائه مشروع قانون الانتخاب الذي يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي. ولفتت الى أن بزي «نطق» في الجلسة الصباحية بما كان أعلنه بري من أنه يؤيد انتخاب مجلس الشيوخ وفق المشروع الأرثوذكسي على أن ينتخب مجلس النواب خارج القيد الطائفي، وعلى أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة، مع اعتماد النظام النسبي شرط الحفاظ على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. ولاحظت المصادر أن ما طرحه بري يتناغم مع ما سبق لعضو «جبهة النضال الوطني» في اللجنة أكرم شهيب، أن طرحه، وقالت إن ممثل «المستقبل» أحمد فتفت، وإن كان يصر على اعتماد النظام الأكثري، فإنه أخذ يبدي مرونة في الانفتاح على مشروع يجمع بينه وبين النظام النسبي. وأكدت أن ممثلي حزبي «الكتائب» سامي الجميل و «القوات» جورج عدوان لم يعترضا على البحث في أي مشروع يجمع بين الأكثري والنسبي، واشترطا أن يأتي تقسيم الدوائر منسجماً مع مطالبتهما بفاعلية الصوت المسيحي في تحقيق التوازن في التمثيل النيابي. لكن اللافت كان موقف ممثل «حزب الله» علي فياض الذي أصر على تأجيل إبداء رأيه الى حين اكتمال الصورة، فيما أكدت المصادر أن بري مع تمديد جلسات اللجنة الفرعية ريثما يتمكن مع الفرقاء من خارج اللجنة من إنضاج طبخة انتخابية تجمع بين الأكثري والنسبي وتلقى ارتياحاً لدى الكتل النيابية.