منذ 20 عاما وهو يبحث عن أي وثيقة أو مستند يثبت أنه سعودي، معاناة من نوع آخر يعيشها الشاب (ع) الذي يقطن مدينة أبها، فهو لا يستطيع مفارقتها، ولا السير فيها، فكلما يمر بنقطة أو ينتقل إلى مكان إلى آخر، يطارده السؤال الصعب الذي يخشاه دوما "أين هويتك؟". الشاب الذي فضل عدم الكشف عن أسمه كاملا واكتفى ب (ع) فتح قلبه ل (الجزيرة أونلاين) وأكد بأنه ضحية انفصال والده عن والدته بعد ولادته، ويضيف :"معاناتي بدأت عندما كان عمري شهرين حيث انفصل والدي عن والدتي، وعشت في حضن أمي بمنزل جدتي التي عاشت معي فصول معاناتي كاملة، فانا من أب سعودي وأم سعودي لكني مجهول الهوية فمنذ صغري لم أضم في كرت العائلة، ولا يوجدمعي أي إثبات رسمي غير شهادة الميلاد التي لا تعد إثباتا حقيقيا أبرزه لمن أشاء". ويشير إلى المعاناة الحقيقية التي شعر فيها بخذلان والده له كانت عندما طرد من المدرسة بحجة أنه مجهول الهوية: "بعد ذلك بحثت عن مدرسة بعد أن أضعت سنين من عمري، إلى أن تم قبولي بمدرسة، وواصلت تعليمي حتى بلغت الثانوية الآن، لاكتشف أني بحاجة ماسة إلى هوية وسجل وطني للتقدم إلى اختبارات القدرات، ومن ثم الحصول على الشهادة الثانوية". وفيما إذا كان قد لجأ إلى جهات رسمية كالأحوال المدنية أو الإمارة أو حقوق الإنسان يجيب (الجزيرة أونلاين) :"عانيت كثيرا قبل تدخل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد في قضيتي، حيث وجه الإدارة العامة للتربية والتعليم بعسير بأن يتم قبولي والحمد لله انتظمت في ثالث ثانوي، ولكني للآسف لم استطيع أن أجري اختبار القدرات لأني لا أملك هوية وطنية". وأضاف قائلاً : "تقدمت قبل ما يقارب ثلاث سنوات إلى إمارة عسير بخطاب للنظر في وضعي، وخاطبت الأحوال المدنية لإصدار هوية وطنية لي من دون الرجوع إلى والدي، لكن النظام لم يسمح، وتهرب والدي بدوره من الحضور وأصر على تجاهلي رغم أن لدي صك من المحكمة يثبت أنني ابنه، بعد ذلك تقدمت إلى حقوق الإنسان بعسير التي تجاهلت مطلبي الإنساني الشرعي، بعد ذلك لجأت إلى المحكمة الإدارية بأبها (ديوان المظالم) التي رفضت هي الأخرى النظر في قضيتي". وأكد الشاب المواطن الذي يبحث عن ورق يثبت به وطنيته أن المعاناة لم تقتصر على مسيرته التعليمية، بل أن يخشى الخروج من المنزل حتى لا يتم استيقافه وإرساله إلى الشرطة، ويقول إنه أوقف ذات مرة في نقطة تفتيش الحمراء بجازان لعدم وجود إثبات معه، وكاد أن يرحل مع مجهولي الهوية، ويضيف :" حرمت من الوظائف الصيفية رغم حاجتي الماسة للمال، فأنا أعيش ووالدتي بلا دخل شهري يضمن لنا حياة كريمة" واختتم الشاب (ع) حديثه بأنه يمني النفس في تدخل هيئة حقوق الإنسان بجدية وحل قضيته، متسائلا: " ما ذنبي في أن يضيع مستقبلي، وأحرم من كافة حقوقي كمواطن لأني فقط لا أملك هوية وطنية؟".